من المعلوم مسبقاً أن أسباب الحوادث لها علاقة بين عاملي المثالية واللامثالية، وتبرز أهمية هذين العاملين في ثلاثة عناصر أساسية هي: المركبة والقائد والطريق.
* المركبة: غالبية السيارات في المملكة العربية السعودية صالحة للسير بشكل مناسب ولا تشكل خطورة في الحوادث وتمثل نسبة 5 % من إجمالي حوادث الطرق. وذلك لعدة أسباب منها سبب اقتصادي يتمحور بقائد المركبة نفسه وكذلك إلزام المرور صاحب المركبة بالفحص الدوري وأخيراً وضع الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس مواصفات خاصة للسيارات والتركيز على وسائل السلامة والتأكيد على مطابقتها فقبل عام 1405هـ كانت نسبة مستخدمي حزام الأمان لا تتجاوز 10 % في المملكة العربية السعودية وتبين أن 23 % من عدد السيارات بالمملكة لا يوجد بها حزام أمان وبعد عام 1405هـ سارعت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس بوضع مواصفات خاصة للسيارات والتركيز على وسائل السلامة، واليوم ولله الحمد جميع السيارات مزودة بوسائل سلامة عالية الجودة، ويبقى الدور على قائد المركبة لربط حزام الأمان.
* السائق: لا تزال الأخطاء من قبل السائق هي الشائعة والأكثر في الإحصائيات، حيث تبلغ النسبة 80 % وتتلخص الأسباب في:
* عدم المبالاة (نفسياً وعاطفياً) ومن ذلك قيادة صغار السن والمراهقين للسيارات في الساحات العامة والطرق السريعة وتأثيرهم بمؤثرات خارجية تترسخ في أذهانهم وتعكس ما يصبون إليه من مخالفات وهذه المؤثرات لا تخرج عن ثلاث حواس سماعية وبصرية وحسية.
* عدم المعرفة (بأنظمة المرور ولوائحه وطرق السلامة وما يتضمنها من إسعافات أولية) وهنا يقع العبء على مدارس التعليم والقيادة في إعادة هيكلة تقييم النجاح لمن يرغب في القيادة.
* عدم الخبرة (عدم معرفة طبيعة الطريق) وهو أمر طبيعي لما تشهده بلادنا الغالية من امتداد في العمران والطرق وعلى مساحة شاسعة وهذا ليس بعذر بوقوع الحوادث ولكن من المفترض عدم التهور بالقيادة حتى ولو عُرف الطريق.
* عدم اللياقة البدنية (وتتضمن الحالة الصحية العامة للسائق).
ومن الأمثلة على تهور السائق ما يفعله بعض صغار السن أقل من 18 سنة من قيادة عشوائية (التفحيط) في أوقات الدوام الرسمي للمدارس ووقت الانصراف وأيام الاختبارات.
* الطريق: ويدخل تحت عنصر عدم الخبرة ويتضمن الطرق غير المعبدة وأعمال الصيانة والمطبات، وتمثل النسبة 10 % وحسب الدراسات فإن أسباب وقوع الحوادث هي على النحو التالي:
* السرعة الزائدة 35 %، عدم التقيد بإشارات المرور 19 %، التجاوز غير النظامي 12 %، القيادة العشوائية أو التهور بالقيادة (التفحيط) 34 %، ويلاحظ، أن أسباب وقوع الحوادث حسب هذه الدراسة تندرج تحت عنصر السائق الذي أشرنا إليه مسبقاً.
وللحد من الحوادث هنالك عدة مخارج من هذه الأزمة منها:
* وضع قانون مروري يحدد فيه المرحلة العمرية لبداية ونهاية القيادة.
* تأهيل من أراد الحصول على رخصة القيادة من الشباب والعمالة للقيادة بشكل مناسب وإخضاعهم لتجارب جادة ومتطورة وهنا تتحمل المؤسسات التعليمية توصيل المادة العلمية النظرية والتطبيقية للمتعلم بشكل متقن ومناسب.
* وضع مطبات قبل الإشارات الضوئية ذات الحركة الكثيفة بـ20م وذلك للسماح لمن هم في داخل صندوق الإشارة من العبور والتهدئة لمن هم لم يدخلوا صندوق الإشارة.
* إزالة الأشجار والدعايات التي تسبق الدوار ليتمكن قائد المركبة من رؤية السيارات القادمة من اليسار وبالتالي يزداد لديه مدى الرؤية قبل الدخول في صندوق الدوار.
* في حالة وجود تقاطع بدون إشارة يستعاض بوضع المطبات.
* يتم التركيز على الشروط والمواصفات للسيارة ووضع آلية محددة من قبل الجهات المعنية للتأكد من مطابقتها لهذه الشروط.
ومما لاشك فيه أن الجهات المسؤولة تبذل قصارى جهدها لتحقيق أعلى متطلبات الأمن والسلامة في الطرقات والمركبات ويبقى العنصر البشري الذي تتحكم فيه ثقافته العلمية وتأثير الحالة النفسية عليه.
كفانا الله وإياكم شر الحوادث.
** **
القصيم - بريدة