علي الصحن
تدخل الأندية السعودية الموسم الجديد بشكل مختلف، ووسط متغيرات قد تقلب المعادلة، وتحدث تحولات في عالم المنافسة التي تعود عليها الشارع الرياضي طوال السنوات السابقة، والمتابع هذه الأيام يدرك حجم العمل الذي تقوم به إدارات الأندية، وكيف تجد في سبيل إنجاز أعماله وتهيئة فرقها لبدء الموسم.
مع قرار السماح بمشاركة الحارس الأجنبي، ورفع عدد اللاعبين الأجانب إلى ستة في كل فريق، تغيرت قناعات وحدثت تنازلات لم يكن لها أن تحدث في المواسم السابقة، ووجدت إدارات أنها أمام خيارقناعتها أو خيارات المنطق، فانحازت للثاني بحثاً عن تحقيق طموحاتها، وفي بعض الفرق تبدلت بوصلة البحث عن اللاعبين المحليين والأجانب تبعاً للتطورات الجديدة، وكما في كل مجال فقد عزت عقود وبارت أخرى، ولا شك أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالمفاجآت والمستجدات.
في اعتقادي أن قرار السماح بمشاركة الحارس الأجنبي سوف يسهم في خفض عقود الحراس المحليين، أو عدم قيام الأندية بالبحث عنهم أصلاـ وكلنا يعرف الأسعار الفلكية التي وصلت إليها أسعار بعض الحراس، والمشاكل القانونية التي رافقت انتقال بعضهم، واليوم وبربع الثمن ربما يتمكن أي ناد من التعاقد مع حارس مميز دون مزايدات ودون تدخلات وشروط كالتي كانت تحدث في السابق.
الوضع الحالي والقرارات الأخيرة ربما تقدم فرقاً منافسة جديدة، فريق مثل الفيحاء - الصاعد حديثاً للدوري الممتاز - لديه موارد مالية جيدة، يمكنه التعاقد مع ستة أجانب مميزين، وعدد من اللاعبين المحليين، ومن ثم المنافسة على الألقاب والذهاب بعيداً في جميع البطولات، وفريق آخر ربما يكون منافساً في السابق، لكن ضعف موارده أو منعه من التسجيل وخلاف ذلك، ربما تضعف حظوظه.
في السابق فشل العديد من الأجانب في إقناع المتابعين بمستواهم وقدرتهم على صناعة الفارق، وكان بعضهم يجلس على مقاعد البدلاء رغم ما دفعه النادي من أجل التعاقد معه، وكان بالإمكان تعويضه بلاعب محلي يؤدي أفضل منه، لكن الوضع اليوم ليس مثل الأمس ففي حال فشل صفقات اللاعبين الأجانب أو نصفها على الأقل سيكون التأثير على الفريق كبيراً من الناحيتين المالية والفنية، وهو ما يجب أن تتنبه له الأندية ولاسيما في حال نجاح الآخرين في صفقاتهم، فعدد ستة لاعبين يفوق النصف، وهو قادر في حال تميزه على صناعة تميز كامل للفريق.
من المؤكد هنا أن معظم الأندية لن تستطيع التعاقد مع لاعبين (سوبر ستار) في جميع الخانات الست المتاحة، فالمنطق يقول وعطفاً على الاحوال المالية للأندية أنها قد تتعاقد مع لاعبين (2) مميزين، ولاعبين أقل من ذلك مستوى وتكلفة، ولاعبين من فئة (رخيص وكويس) وهي الفئة التي يجد فيها بعض السماسرة سوقهم ومنبع أرباحهم، وفي النهاية يجب على الأندية أن تكون منطقية في اختياراتها، أو ن لا تجد في التعاقد مع ستة لاعبين، فربما كان ثلاثة مميزين أفضل من (6) من اللاعبين الذين تعودنا على مشاهدتهم في ملاعبنا طوال السنوات الماضية.
رفع العدد إلى (6) لاعبين أجانب سيكون له أثره الإيجابي على اللاعب السعودي وعلى الأندية، فاللاعب يجب أن يجتهد من أجل ضمان المشاركة وسط هذه العدد، وبالتالي سيرتفع مستواه، ولن يبقى في النهاية إلا اللاعب المميز، والأندية لن تكون مضطرة للخضوع لمطالب بعض اللاعبين، وستبارزهم بخيار اللاعب الأجنبي، وبالتالي سيقل الرقم الذي تدفعه مقابل تجديد عقود اللاعبين كل عام.
الرياح التي هبت على نظام الاحتراف ولوائحه سيكون لها آثارها المختلفة، والنادي السعيد هو من سيعرف كيف يتعامل معها ويطوعها في سبيل تحقيق مصالحه، وما يدفع به إلى المقدمة... في النهاية ستقول الأرقام من ربح ومن خسر، ومن استطاع التعامل مع المتغيرات كما يجب - بعيداً عن شماعات الأعذار التي بدأ البعض بالترويج لها مبكراً - ومن عجز عن ذلك، وإنا لمنتظرون.
مراحل ... مراحل
- من المبكر القول إن هذه الصفقة ناجحة وتلك فاشلة، فقد علمتنا الأيام أن الأسماء والسيرة لا تكفي لتقديم شهادة مبكرة عن أي لاعب.
- الحديث عن الأخلاق والمثالية لا يظهر في قاموس البعض إلا حين يتضرر الهلال، الإساءة للنادي لديهم عادية، ودفاع مسؤوليه عنه معيب ...هكذا يتحدثون !!
- بعض الأقلام مثل (البهلوان) من الممكن أن تبيع قناعاتها وميولها الكروية من أجل عيدية أو (سلة فواكه) .. وأصحابها مكشوفون لدى أنصار أنديتهم وآرائهم على الدوام لا تقدم ولا تؤخر!!
- بالغاً ما بلغت صفقات الهلال، فإن أهم متطلبات الفريق رأس حربة هداف يبصر طريق المرمى ويقضي على مشكلة ضياع الفرق السهلة.