رقية سليمان الهويريني
تعرّض أحد قراء (المنشود) للنشل والسرقة خلال مروره المعتاد بأحد شوارع الرياض، وحدثت له إصابات وجروح من جراء المقاومة، وفي ذات الأسبوع تعرض زوج صديقتي للسرقة من لدن بعض الشباب أمام أحد المساجد، وقبلها واجه السائق محتالاً يرتدي زياً عسكرياً وأوهمه بأنه رجل مرور؛ واستدرجه لسرقة محفظته ونقوده وبطاقاته الرسمية مما تسبب له بضرر نفسي، فضلاً عن ورطتنا باستخراج بدل فاقد!
وأخشى أن تتحول هذه الممارسات الشاذة لظاهرة مستديمة برغم أنها تعتبر دخيلة على المجتمع السعودي. والنشالون محترفون لا يختارون ضحيتهم بعشوائية، بل بشكل مدروس، ويستخدمون طرقاً متعددة للنشل والسرقة فلا يمكن تحديد أشكالهم أو هيئاتهم، فمنهم من يكون بمظهر جيد ويرتدي ملابس مرتبة!
ويعتمد النشل عادة على سرقة الضحية دون علمه أو إحساسه بالسرقة سواء بإشغاله وتشتيت انتباهه، أو سؤاله بطلب معلومة أو استغلال انشغال الضحية بالحديث أو كتابة رسائل بالهاتف، أو افتعال العراك أمامه وطلب تدخله، كما يعمد بعضهم لتغطية وجوههم باللثام أو يركبون دراجات نارية لا تحمل لوحات، مما يتوجب على المرور توقيف أي شخص لا تحمل دراجته لوحة رسمية يمكن من خلالها الاستدلال على شخصيته، مع ضرورة وضع كاميرات في الشوارع لتحقيق الأمن.
وينبغي على الأفراد توخي الحذر واللجوء لبعض التدابير التي تجنبهم التعرض للنشل والسرقة وتحد من الضرر الناجم عنها، والخروج بأقل الخسائر في حال التعرض للسرقة تحت التهديد مثل عدم حمل حافظة النقود إطلاقاً، التي قد تكون الهدف الأول والأساس لكافة النشالين، ووضع البطاقات الشخصية بمعزل عن المحفظة، والتوقف عن استعمال النقود والاستغناء عنها ببطاقة الصرف الإلكتروني. وعلى النساء عدم ارتداء المجوهرات عند دخول الأسواق أو المجمعات أو المطارات أو المطاعم واستبدال حقائب اليد بحقائب الكتف بحيث تضعها من الأمام وتمسكها في اليد.
ويحسن بمن يتعرض للسرقة التصرف بهدوء وحكمة، وعدم القيام بأي أفعال سريعة أو غير متوقعة قد تشعر السارق بالخطر الذي يربكه ويدعوه للتصرف بما لا تحمد عقباه.
وينبغي تبليغ الشرطة فوراً، حيث تقوم بالبحث والتحري والقبض عليهم وتسليمهم للعدالة لينالوا عقابهم، لأن فعلهم إفساد في الأرض وإخلال بالأمن.