ثامر بن فهد السعيد
تُسهم شركات النقل الجوي في نقل الجزء الأكبر من أعداد المسافرين في العالم إن كان ذلك بين المدن، أو الدول أو القارات وكذلك فإن شركات النقل الجوي المتخصصة بالشحن تسهم في نقل الأطنان من الأغذية والاحتياجات اليومية. شهدت صناعة الطيران عالميًا في السنوات العشر الماضية نقلات نوعية في التقنية، الإقبال والطلب على الخدمات إلا أن الفترة الأكثر ألماً على شركات الطيران عندما تجاوزت أسعار النفط 100 دولار للبرميل ليصاحب ذلك ارتفاع في تكاليف الوقود والتشغيل أضر بعدد من الخطوط الجوية حول العالم، جاءت بعد ذلك الأزمة المالية التي اندلعت في عام 2008 فبالرغم من انخفاض الوقود بتكلفته إلا أن حجم الضرر الاقتصادي الذي حدث أثر على عمليات الشركات في حينه.
تُظهر الأرقام الإحصائية والتقديرية لمنظمة الطيران العالمي IATA تحسنًا في أعداد المسافرين حول العالم وكذلك تحسن في حجم الأطنان المنقولة من وإلى دول العالم من البضائع والأغذية خصوصًا تلك البضائع التي لا تحتمل طول السفر أو أن الطلب عليها عالٍ جدًا ويحتاج لتلبية مباشرة، بالرغم من أن تقديرات المنظمة تشير إلى تحسن سوق السفر العالمي وزيادة الطلب عليه إلا أنها تتوقع أن النمو الأكبر في أعداد المسافرين ومناولة البضائع سيكون من قارة آسيا وتحديدًا الشرق الأقصى حيث الكتلة السكانية الضخمة والتحسن الملموس في مستويات الدخل في الصين وبقية الدول هناك تقدر آياتا بأن أعداد المسافرين في آسيا سيتجاوزون 830 مليون مسافر سنويًا وأن أعداد المسافرين الصينيين ستكون نسبتهم قريبة من 25 في المائة من إجمالي نسبة الركاب في آسيا أي أن الصين سيلامس عدد مسافريها تقريبًا 200 مليون مسافر مقسمين إلى 110 ملايين مسافر على الرحلات الداخلية في الصين و90 مليون مسافر صيني دولي تستقبلهم مطارات العالم أما في رحلات عمل أو رحلات سياحية ومن المعروف أن السائح الصيني أحد أكبر السائحين إنفاقًا في السفر وهذا يعطيهم قبولاً أكبر في العام بالرغم من اختلاف الثقافة وغرابتها بالنسبة للعالم، بخلاف النمو في الركاب أيضًا تتوقع آياتا نموًا في حجم الشحن الجوي بنسبة 6 في المائة هذه السنة.
وسط هذه المتغيرات الجوهرية في صناعة الطيران وتقديرات تزايد الطلب على النقل الجوي يرتفع ما نتوقعه من الناقل الوطني السعودية من عدة مناظير الأول كوننا عملاء، الثاني كونها في طور التحول والخصخصة والبحث عن الربحية والثالث والأخير ضمن نقاط كثيرة يصعب حصرها أن المملكة وضمن خططها تهدف إلى استغلال مركزها الجغرافي حيث تعد أحد أكثر خطوط التقاء الطيران حول العالم وهذا يساعد في تنشيط الملاحة الجوية بأن تكون الخطوط السعودية ناقلاً جويًا يأخذ مركزه في المنافسة وأحد اختيارات الركاب ففي منطقتنا الخليجية التي تحظى بنفس فرس المنافسة الجغرافية فازت الشركات الأخرى بحصة كبيرة من سوق المنطقة بل ومن أسواق العالم والجميع يتذكر مخازف واستياء الشركات الأمريكية والأوروبية من خطوط طيران الخليج، اليوم ونحن في أحد أهم مواسم شركات الطيران سيلاحظ الركاب أن الخدمة المقدمة مقابل السعر المدفوع لا يقف في صف الخطوط السعودية في كثير من الأحيان ليس بسبب جودة خدمات الملاحين وإنما بسبب فئة الطائرات المستخدمة على بعض الرحلات الدولية والعواصم العالمية، واجب على الخطوط السعودية أن تكون أكثر جرأة في التشغيل فلن تستطيع كسب ثقة الراكب أو بقائها في ذاكرته ما لم تُظهر جرأة وقوة في التشغيل، ناهيكم عن تغيير نوع الطائرة المفاجئ، أحيانًا التوفير في التكاليف التشغيلية يقتل التشغيل بشكل كامل فما بالكم في ظل المنافسة الشرسة.