فيصل خالد الخديدي
يأتي سوق عكاظ هذا العام بحلة مختلفة متزينة بكل جمال، وتلامس مكامن الإبداع المختلفة، وتخاطب جميع الحواس والأذواق المتنوعة والمزاجات المتباينة؛ فالفنون التشكيلية بألوانها المتنوعة لم تعد حبيسة القاعات أو المسابقات وإنما تجاوزت ذلك بالحضور بين الجمهور ومعهم ولهم, وحضرت المتعة البصرية باللون والضوء وجميع مايحيط بالزائر، ابتداء من المسابقة التشكيلية الرئيسية في سوق عكاظ والتي أصبحت مسابقتين (حرة وأخرى تفاعلية) بجوائز بلغت 230 ألف ريال لعشرة فائزين تعلن بنهاية فعاليات السوق حيث عرضت الأعمال المشاركة في المسابقة الحرة بمعرض خاص.
وأما المسابقة التفاعلية فقدمت بشكل مغاير أيضاً يقوم فيها المتسابقون بالعمل أمام الجمهور في واحة الفنون التي تحوي كثير من الفعاليات التشكيلية من رسم مباشر وأركان عرض للفنانين المشاركين ورسوم جرافتيه وأخرى جدارية، ورسم أرضي على مساحة تجاوزت الألف متر مربع بعمل تشكيل بالحرف مميز أشبه بسجادة من حروف للخطاط أحمد هارون توسطت شارع الثفافة والفن بالسوق وكانت حلقة وصل بين معارض الخط العربي ومعرض الفنون التشكيلية والواحة الفنية، ولم يكن ذلك الحضور التشكيلي فقط بسوق عكاظ، بل كانت الفنون التشكيلية حاضرة في جادة سوق عكاظ بين فنون تطبيقية وأخرى جميلة حيث احتوت الجادة على أركان مميزة للوراقين أو الخطاطين مارس فيها وحضور عدد من أعمال التشكيليين السعوديين في إركان متعددة بالجادة.
إن الحضور المميز والكثيف للفن التشكيلي والفنانين بمختلف مستوياتهم في سوق عكاظ هذا العام يجعل الأمل كبير بأن نرى متحفاً للفنون التشكيلية بسوق عكاظ يضم بين جنباته أكثر من جناح بين الأعمال الفائزة في مسابقات الفنون التشكيلية بسوق عكاظ على مدار عشر سنوات وبين آخر لنماذج من أعمال الفنانين السعوديين المعاصرين والسابقين، كما أن الأمل يكبر في أن يصبح سوق عكاظ متحفاً مفتوحاً بكثير من المنحوتات الميدانية وأن تحتضن جنبات سوق عكاظ سمبوزيوم للنحت يجمع النحاتين السعوديين بغيرهم من العرب والعالميين ليستمر نبض عكاظ بالفن والإبداع المتجدد وليصبح سوق عكاظ متنفس الفن وأنفاسه بين ذاكرة عميقة محملة بالعراقة والأصالة وذاكرة مؤقتة تنضح بالإبداع والمعاصرة.