د. ناهد باشطح
فاصلة:
(إذا كان العلم بدون ضمير خراب الروح فإن السياسة بلا أخلاق خراب الإنسانية)
-مالك بن نبي-
ما من مجتمع قديم أو حديث إلا ويوجد فيه نخب متنوعة وجماعات متحدة في اهتماماتها يعوَّل عليها قيادة التغيير في المجتمع.
والنخب أنواع منها الثقافية والسياسية والاقتصادية والأكاديمية من مختلف العلوم، لكن يبرز في الأزمات السياسية النخب الثقافية والسياسية بشكل خاص، حيث يبرز تأثيرها في الرأي العام، وينتظر الجمهور رأيها وتحليلها للأزمة وتفسيرها لكم المعلومات التي عادة ما ينشر وقت الأزمات، على أنه يتوقع في وقت الأزمات أن تزداد الإشاعات.
مؤخراً ومع ظهور وسائل الإعلام الجديد يبدو أن النخب لم يعد دورها واضحاً في تشكيل الرأي العام في المجتمعات، أو ربما لأن المثقفين لم يستطيعوا خلع عباءة التشاؤم، الأمر الذي لم يتوافق مع الواقع الذي كثرت فيه الصراعات وأصبح الإنسان يرنو للسلام ويتشبث بالأمل أكثر من الاستغراق في التشاؤم.
وعادة ما يحاول النخب أو المثقفون تحديداً -حيث إن هناك نخب أخرى من كبار موظفي الدولة- التمتع بالاستقلالية في الرأي عن السلطة ولكن ذلك لا يعني كما تقول الباحثة العراقية «هبة علي حسين» أن يكون المثقف معارضاً للسلطة، إنما المقصود أن يتمكن هذا المثقف من الإدلاء بالنقد البنّاء لواقعه أو المساهمة في تكوين بناء جديد لهذا الواقع لا التقوقع داخل عقدة النقد نفسها، أو السعي لتكوين طبقة اجتماعية لها سلطة تسمى بطبقة المعرفة والعلم».
النخب صناعتها الفكر وتعميق الوعي لدى أفراد المجتمع وهذا لا يحدث إلا إذا استطاعت النخب كسب ثقة الجمهور بفكرها التنويري.
فالنخب يرجى منها العمل على تحقيق المصلحة العامة للمجتمع ولا يقبل منها الصمت إذ يجعل الجمهور يفقد الثقة في تأثيرها.
ولئن نافست وسائل الإعلام الجديد صوت النخبة فإن تلك الوسائل ذاتها يستطيع من خلالها قادة التغيير لفي أي مجتمع الاقتراب من الجمهور والتعاطي معه بكل شفافية.