أي مسؤول يتم اختياره لمنصب تحرص قيادة هذا الوطن على أن يكون أهلاً له: تأهيلاً وخبرة وقدرة على العطاء والإنجاز، ومن جانب آخر يكون له تميُّز بذات المنصب الذي اختير له؛ ليستطيع أن يبدع فيه.
سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الجديد توفرت له ميزة لم تتوفر إلا للقليلين.. وهذه الميزة التي توفرت لسموه ستعينه -بإذن الله- على المزيد من الإنجاز وإدارة وزارة سيادية كوزارة الداخلية.
تلك الميزة قربه وعمله وإفادته من أربعة أمراء، وثقوا به، وأوكلوا إليه عددًا من المسؤوليات عندما وجدوه جديرًا بها..
* أولهم الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي قرَّبه إليه، وكان بصحبته بالعديد من أسفاره. والأمير نايف رجل الحكمة الذي يعرف الرجال والكفاءات.. ومَنْ مثْل الأمير نايف يدرك بفراسته أي امرئ يقرِّبه ويكلفه.
* الثاني: والده الأمير سعود بن نايف بما يحمله من خبرات كبيرة، سواء بعمله سفيرًا ناجحًا أو بخبراته بالعمل بوزارة الداخلية حتى وصل إلى مساعد وزير الداخلية، الذي انتقل بعده لديوان ولي العهد مستشارًا ومشرفًا عامًّا على مكتب سمو ولي العهد الأمير نايف، فضلاً عن عمله نائبًا لأمير المنطقة الشرقية، وبعد سنوات صدور الأمر الملكي بتعيينه أميرًا لهذه المنطقة.
***
* ثالثًا عمله مع سمو الأمير محمد بن نايف خلال توليه وزارة الداخلية مستشارًا لسموه مكلفًا بالعديد من المسؤوليات بوزارة الداخلية «الأم».
* وأخيرًا عمل واستفاد من سمو الأمير محمد بن سلمان عندما عمل قريبًا منه بالديوان الملكي، خاصة بالشأن القانوني.
هذا القرب والعمل مع صناع القرار، كلٌّ بموقعه، يؤكد أنه لم يُكلف بحقيبة وزارة الداخلية إلا لأنه أهلٌ لها، وعارف بأعمالها؛ إذ عمل فيها مستشارًا، تمرُّ عليه قضاياها من واقع خبرات متعددة بأعمال ومهام ومسؤوليات الوزارة.
والأمير عبدالعزيز درس بإحدى أهم المدارس المتميزة الجادة التي قامت بهدف تخريج كفاءات متميزة «مدارس الظهران»، والتي لم يكن هدفها الربح المادي، وقد تخرج منها متفوقًا، ثم نال شهادة البكالوريوس بالقانون حتى دخل نطاق العمل. وفضلاً عن ذلك، عُرف عنه الخلق الكريم، والتواضع الجم، والاتزان باتخاذ القرار. وقد حضرت له جلسة لدى أحد الأحبة د. سعود المصيبيح قبل سنوات.
كان إذا تحدث تحدث بهدوء وحكمة، وإذا أجاب أجاب بعمق وبُعد نظر.
وهو رجل يقدر الآخرين كما سمعت ممن يعايشونه. وقبل بضعة أشهر شرفتُ بإهداء سموه كتابي «مرافئ على ضفاف الكلمة»، الذي كانت موضوعاته ما بين وطنية وتأملية واجتماعية وثقافية. وقد وصلني خطاب رقيق من سموه، أدركت من مضمونه أنه ليس خطاب مجاملة، بل خطابًا ينمّ عن أنه اطلع عليه، وقرأ بعض موضوعاته، بل تأكد لي ذلك من موقف رواه لي صديق عزيز بعد ذلك.
** هذا هو سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف الذي أدرك خادم الحرمين الملك سلمان إمكاناته العلمية والعملية والخلقية؛ فاختاره لهذه الحقيبة (وزارة الداخلية) إحدى أهم الوزارات؛ ليعمل فيها، ويكمل ما بدأه أسلافه، وبتوجيهه - حفظه الله - ثم دعم سمو ولي عهده الأمين.
نسأل الله لسموه العون والتوفيق.. ومن استعان بالله كفاه.
{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا}.
** **
- عضو مجلس الشورى السابق