تُعد منطقة تبوك إحدى مناطق المملكة التي تتميز بتنوع التراث العمراني، والذي يكسب الحركة السياحية بالمنطقة قيمة مضافة إلى جانب تميزها الطبيعي والمناخي، كونها موطن جذب مبادرة التراث العمراني التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي تنص على تولي الهيئة مهمة المحافظة على التراث، وتنميته بما في ذلك المدن والأحياء والحرف والصناعات التقليدية والمعالم التاريخية والعمل على توظيفها ثقافياً واقتصادياً.
ونظراً لأهمية التراث العمراني وتنوّعه في منطقة تبوك، فإنه يجسد بذلك اهتمام برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري وفي أحد مساراته المحافظة على مواقع التراث، وتنمية القرى التراثية وتبرز أهميته في المنطقة في القرى والمباني التاريخية على طريق الحاج المصري والشامي وقلاع سكة حديد الحجاز، ومنها قلعة المويلح وذات الحاج، وقلعة المعظم، وقلعة الاقلاع، التي بنيت في عهد الملك عبدالعزيز إبان توحيد المملكة، وتبرز أهمية الحرف اليدوية والصناعات التقليدية إلى جانب المعالم التاريخية في توظيفها ثقافياً واقتصادياً، لتصبح عامل جذب للنشاط السياحي بالمنطقة.
وعملت الهيئة على إضفاء الطابع المؤسسي، وتوحيد الجهود الإدارية والتنظيمية لتمكينها من تنفيذ مهامها والمسؤوليات المترتبة عليها في المحافظة على التراث العمراني الوطني، بالتعاون مع الجهات المختلفة من القطاعين العام والخاص والمجتمعات المحلية.
وقامت الهيئة بمسح المواقع وتقييم وتحديد أولوية الحماية والتنمية، وتحديد الملكيات وحمايتها من التعديات ودعم الأبحاث العلمية والتطبيقية في مجال التراث العمراني ومتابعة البرنامج والإشراف عليه، إضافة لبحث سبل الرفع من كفاءة أداء البناء بالمواد الطبيعية، وتسهيل وتحفيز واستقطاب الاستثمار ومصادر التمويل، والتدريب على طرق وأساليب البناء التقليدية وإدخال أساليب جديدة، كما نفذت الهيئة مساراً سريعاً لإنجاز مشروعات حماية وتوثيق وترميم وإعادة تأهيل التراث كما في قصر الإمارة التاريخي، والبلدة القديمة بتيماء، وقلعة تبوك، وسكة حديد الحجاز، وقلاع ضباء، والوجه، وحقل، وقلعة الازنم، وقلعة الزريب، وقصر الإمارة بأملج، إلى جانب مشروعات مع البلديات لتأهيل المنطقة التاريخية في تبوك وأملج والوجه وتيماء.