د.عبدالعزيز الجار الله
نحن بحاجة إلى هذا الحجم من المواجهة الإعلامية والثقافية والحضارية، كانت مواجهتنا السياسية والعسكرية قوية جداً في اليمن، والمواجهة الدبلوماسية أيضاً قوية في العراق وسوريا، في حين أن مواجهتنا الإعلامية كانت لينة ومجاملة طوال (20) سنة الماضية مع قطر حتى جاءت حرب عاصفة الحزم والعزم عام 2015م على اليمن، ثم المقاطعة الرباعية يونيو 2017م على قطر.
مساء الأربعاء الماضي تغير خطابنا الإعلامي الرسمي في المؤتمرات الإعلامية العربية بالخطاب الذي ألقاه وزير الثقافة السعودي د. عواد العواد في اجتماع القاهرة، حيث وجه حديثه مباشرة للإعلام القطري بخطاب مباشر، هذا الإعلام الذي مارس معنا كل أنواع البذاءات الإعلامية والتهكم والتجني، فكان يختار أكثر الضيوف خصومة مع بلادنا لاستضافتهم، ولا يتردد المذيع أو الضيف بوصف بلادنا بأقسى العبارات والألفاظ المشينة، دون أن يكون منا الرد أو التصحيح أو التوضيح.
لا أدري لماذا صمتنا (20) سنة على ادعاءات قطر وإعلامها وكذبها وتزويرها، كيف تحملت دولتنا وشعبنا هذا الإعلام الحاقد والبغيض من دولة - قطر - التي لا ترى فينا إلا أعداء وخصوماً لسنا وحدنا إنما جميع دول الخليج العربي والدول العربية لأنها قبلت أن تكون أداة طيعة في يد دول طائفية مثل إيران، ودول غربية لديها الرغبة في إضعاف وتفكيك العرب. قطر منذ بداية عهدها الجيد 1995م وهي تؤدي دور الخائن المخرب، وتحاول في كل المناسبات أن تشق الصف العربي وتحدث الخلل فبادرت في مد جسور العلاقات مع دول تعتقد أنها الحلقة الخانقة للوطن العربي، فمدت العلاقات مع إسرائيل وإيران وتركيا محاولة منها الفكاك من الدوائر الخليجية والعربية والخروج لدائرة ما تسميه جنوب آسيا، والخليج دون ذكر الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب.
لتكون لنا هذه الأزمة نوعاً من الموعظة والدرس حتى بعد المصالحة مع قطر أن لا نتخاب عن الرد الإعلامي والتصحيح، وأن يكون منهجاً وسلوكاً تتبعه وسائل إعلامنا، لأن السكوت شجع الإعلام القطري على الإسفاف والتطاول والتهاون في حقوقنا، وشجعهم على الاستكبار والاستعلاء الإعلامي بدول المقاطعة، وما زالت قطر تكابر وتحاول تهميش المقاطعة الرباعية، لذا يجب عدم تمرير الأزمة وحيثياتها بعد المصالحة حتى لا تكررها قطر أو أي دولة، لأن للدول والشعوب كرامة يجب أن لا تمس من أي دولة حتى وإن كان يجمعنا الجور الجغرافي والعروبة والتاريخ المشترك.