«الجزيرة» - سعد العجيبان:
لا تزال قطر تدفع ثمن دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف، وتواجه نتائج طبيعية -إن صح التعبير- لممارساتها «العبثية» على مدى سنوات بما يهدد أمن أشقائها ودول المنطقة. فقد جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده بأن الدوحة تدعم وتمول الإرهاب، حين قال في حديث تلفزيوني لقناة (سي بي إن - نيوز) الأمريكية، إن قطر عُرفت بتمويل الإرهاب، وقد قلنا للقطريين: لا يمكنكم فعل ذلك!!.
وأورد ترامب أن دول الخليج والدول العربية والإسلامية تبذل جهوداً في مكافحة الإرهاب، وقال «أثق أنهم سينجحون».
وحول قاعدة العديد العسكرية في قطر، قال ترامب: ستكون على ما يرام، وإذا اضطررنا للرحيل، فإننا سنجد عشر دول مستعدة لبناء قاعدة عسكرية عوض تلك الموجودة في قطر. وأكد ترامب على أنه لا يمكن السماح لدول غنية بتسمين ما وصفه بـ»الوحش»، وهذا الوحش هو الإرهاب.. ويجب تجويع هذا الوحش.
وكان ترامب قد دعا قطر سابقاً إلى التوقف عن دعم الإرهاب، مؤكداً أن للدوحة تاريخا طويلا في دعم الإرهاب والتطرف على أعلى مستوى.
مكابرة!!
وفي المشهد المتكرر لـ«مكابرة» الدوحة على الدوام.. قال وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني إن الأزمة لا يمكن أن تحل خلال يوم واحد، مؤكداً أنه لا يمكن الحديث عن فشل الجهود الدبلوماسية التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لحل الأزمة الخليجية.
تضليل!!
وفي صورة لافتة للـ«تضليل»، جدد آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيره التركي، نفي الاتهامات الموجهة للدوحة المتمثلة بدعم الجماعات الإرهابية، ودول «المقاطعة» لم تقدم دليلاً واحداً حتى الآن على هذه التهم (على حد قوله)، وأكد أن بلاده ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والكويت للتوصل لحل للأزمة.
تركيا
من جهته أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن جهود أنقرة ستنصب على حل يناسب العلاقات الأخوية بين بلدان المنطقة خصوصاً أن الرئيس التركي سيزور الخليج خلال الأيام المقبلة.
وقال أوغلو: على المدى المتوسط، وليس على المدى الطويل، كذلك ليس على المدى القصير، ولكن نعتقد أننا سنحقق نتيجة على المدى المتوسط، ونحن نؤيد كل الجهود المبذولة ونحاول أن نبين إسهامنا في العملية التالية بتأكيد الحقوق والأخطاء بطريقة داعمة وموضوعية.
التنظيم السري
على صعيد آخر كشف قيادي «إخواني» يقضي عقوبة السجن في الإمارات على خلفية انتمائه سابقا لما يعرف بـ«التنظيم السري»، عن الدعم القطري المباشر للتنظيم في إطار مخطط لنشر الفوضى.
وقال عبد الرحمن خليفة بن صبيح السويدي في لقاء بثه تلفزيون أبوظبي أمس، إن قطر أرسلت مدربين إلى الإمارات في عام 2010 لتدريب شباب التنظيم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على الحكومة وتنظيم مظاهرات وإحداث حالة من الفوضى في البلاد على غرار ما حدث فيما يسمى بالربيع العربي.
تدريب
وأوضح السويدي أن مذيع قناة (الجزيرة) أحمد منصور والصحفي محمد مختار الشنقيطي انتدبا للتدريب في هذه الدورة التي كان طلابها أعضاء في (التنظيم السري)، مبيناً أن إرسال مدرب موظف في قناة (الجزيرة) هو أكبر دعم من قطر للتنظيم السري في الإمارات، وأكد أن العمل كان غير إعلامي وإنما تدريبياً تنظيمياً.
وثائق مزورة
وكشف السويدي عن دور قطر في استقبال أعضاء التنظيم الهاربين من الإمارات، واستصدار وثائق مزورة لهم لتسفيرهم إلى تركيا في نهاية المطاف من أجل الاستمرار في نشر التحريض ضد الإمارات عبر المنصات الإعلامية التابعة للدوحة والإخوان.
وقال: إن بعض الهاربين سافر إلى قطر ببطاقة هوية فقط دون جواز سفر، وهناك حصلوا على وثائق سفر لا نعلم من أين جاؤوا بها.
علاقات مشبوهة
وتطرق السويدي إلى علاقة مشبوهة تجمع قطر وإسرائيل وحماس في آن واحد، والرابط بينهم كان الإخوان.
وقال: إنه في إحدى المهمات كانت المؤسسة الخيرية التابعة للتنظيم تريد التدقيق في إحدى المدارس التابعة لحماس في الضفة الغربية بفلسطين، فحصلنا على التأشيرات الإسرائيلية من مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في قطر، مبدياً اندهاشه من التسهيلات التي قدمت للوفد من أجل إتمام الزيارة.
تجنيد الشباب
وأكد السويدي الذي كان يرأس العمل الخيري التابع للتنظيم في الإمارات أن كافة الأعمال الخيرية كانت عبارة عن واجهة فقط لنقل الأموال إلى فروع التنظيم الإخواني في بلدان أخرى، ودعم مشاريعهم الهادفة إلى تجنيد الشباب ونشر الأفكار المتطرفة. وأضاف أن الأرصدة الضخمة التي كانت في رصيد القيادات، ما هي إلا تبرعات تصور المحسنون أنها ذاهبة إلى المحتاجين.
تعزيز الفكر المتطرف
وبيَّن أن أموال المتبرعين التي كان من المفترض أن تذهب للمحتاجين، استخدمت عبر جمعيات قطرية مثل (راف)، ومؤسسة قطر الخيرية وغيرها، في تعزيز الفكر المتطرف ونشر فتاوى يوسف القرضاوي الذي يعد المرجع الفقهي الأول للتنظيم الإخواني العالمي.
وتابع: فكانت الأموال تذهب إلى ما يعرف باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي عمل على نشر الدعاية القطرية وفكر القرضاوي.
اختراق المسلمين الجدد
ومضى السويدي في القول: إن الفتوى كانت مقترنة دائماً بالمال، مشيراً إلى أن إغداق أموال التبرعات على المنظمات في أوروبا جعلها تتأثر وتروج لفكر القرضاوي وتنظيم الإخوان، ومن ثم نشر هذا الفكر بين الشباب في أوروبا خاصة هؤلاء المسلمين الجدد.
إيران
وكشف السويدي عن تمويل قطر لمكتب التنسيق الخليجي لجماعة الإخوان ومقره إيران، وأنه التقى سابقاً مسؤول التنظيم الإيراني ويدعى أبو يحيى عبدالرحمن البيراني ومقيم في طهران، وهو الذي ينظم أمور المكتب، وينظم أمور الإخوان تحت إشراف الحكومة القطرية.
دعم
وذكر أن الدوحة دعمت حسن الدقي وهو أحد مؤسسي التنظيم السري في الإمارات، ولعب دوراً كبيراً في تجنيد المتطرفين لتنظيم داعش في سوريا والعراق، ومهد الطريق لبعض العسكريين المغرر بهم مثل محمد العبدولي الذي قتل في سوريا، وهو مدعوم من عدة جهات ومنها قطر، وقام بنشر العديد من الكتب والآراء لنشر الفكر المتطرف، وأسس حزب الأمة الإرهابي.
جمعية الإصلاح
وقال المسؤول عن الأعمال الخيرية في التنظيم السري إن جمعية الإصلاح اليمنية الإخوانية التابعة لحزب الإصلاح، هي أهم مستقطب للمساعدات القطرية.