«الجزيرة» - أحمد السليس:
انتشرت في الآونة الأخيرة عربات الأطعمة أو ما يعرف باسم «فود تراك» في أماكن مختلفة من الرياض، وذلك بعد أن توجهت أمانة المنطقة بمنح التراخيص الرسمية لهذا النوع من الأنشطة لممارسة البيع حين الالتزام بالاشتراطات التي جاء من بينها أن يقتصر الترخيص على إعداد الأطعمة والوجبات الخفيفة والمشروبات، وأن يُمنح للأفراد السعوديّين ممن استكملوا اشتراطات ومتطلّبات السلامة، إلى جانب ضرورة الالتزام بما يصدر من الإدارة العامة للمرور في هذا الخصوص. وكذلك دعوة عربات بيع الأطعمة إلى تركيب أجهزة تتبع تكون مربوطة بالأمانة والمرور ليسهل مراقبتها ومعرفة ما إذا كان هناك التزام بالمواقع المسموح بها أو لا، إذ إن من بين الاشتراطات أن تكون ممارسة النشاط في المواقع المحدّدة وعدم الوقوف في أماكن غير مسموحة مثل الوقوف عند المدارس والمنازل أو التوقف في الطرق بصورة تعطِّل حركة السير وتقود إلى زحام وإحداث مشكلات مرورية تتسب في إرباك الحركة المرورية.
وأيضاً اشترطت الأمانة عدم التجول في الأحياء، متوعِّده بإيقاع غرامات مختلفة لمن يخالف تلك الشروط. وفي مقابل كل هذه الشروط وعدت الأمانة بتقديم الدعم الكبير للشباب السعوديين المنخرطين في هذا النشاط، وتوفير البيئة المناسبة التي تمكنهم من العمل بشكل آمن ومريح، إلا هذا الدعم وبعد فترة من السماح بعربات بيع الأطعمة لم يصل إلى نتائج جيدة، بل على العكس يشتكي البعض من تضييق كبير عليهم وضغط وعدم استقرار ووضوح في الإجراءات.
دعم الأمير
وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، وجَّه أمانة المنطقة في وقت سابق بسرعة إنجاز حصر العربات المتجولة لبيع الأطعمة وتلقي طلبات الترخيص للمواطنين السعوديين الراغبين في ممارسة بيع الأطعمة من خلال العربات المتجولة وتنظيمها وحصرها على السعوديين فقط وتقديم الدعم اللازم لهم.
أكثر من 100 موقع
أجمع المهتمون بنشاط عربات الأطعمة أن الأمانة كانت ذكرت أن هناك عشرات المواقع تصل إلى 119 موقع تقريباً مسموح لهم بالتوقف فيها والبيع إلا أنهم لم يتسلّموا بيانات تفصيلية بذلك، في حين طلب منهم مغادرة بعض المواقع التي سمح لهم في وقت سابق التوقف فيها والبيع. مما تسبب في خسائر لهم سواء لناحية كلفة النقل وتهيئة المكان الجديد أو فقدان بعض العملاء الذين اعتادوا على المكان وباتوا يزورونه باستمرار.
ضعف الخدمات
من خلال جولة ميدانية قامت بها «الجزيرة» على بعض مواقع وجود عربات بيع الأطعمة، رصدنا تدنياً في مستوى الخدمة المقدَّمة لهؤلاء من جانب أمانة منطقة الرياض، إذ إن تلك المواقع غير مسفلتة وتتطلب من هؤلاء العمل يومياً على استئجار صهريج ماء للرش تجنباً لإثارة الأتربة في المساء عند توافد الأسر إلى الموقع للحصول على الأكل النوعي والمميز الذي يقدَّم بعد تجهيزه من جانب سعوديين تميّزوا في أنواع مختلفة من الطبخ.
كما أن هناك انعدام مستوى الإنارة الذي يجعل مستوى الرؤية في المساء متدن وخصوصاً أن أغلب السيارات لا تفتح إلا في الليل نظراً لارتفاع درجة الحرارة في النهار. وكذلك لم تبادر الأمانة بتوفير محول كهربائي مؤقت كاتم للصوت متاح للعربات خصوصاً أنها لشباب سعوديين ويحتاجون الدعم في ظل أن رؤية المملكة 2030 تؤكّد على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تشكل دعماً قوياً للاقتصاد السعودي، وقد تكون مثل هذه العربات المدخل الأبرز والأنجح للوصول لمرحلة المنشآت الصغيرة ثم المتوسطة، وفيها يقوم شباب سعوديون بتوظيف شباب آخرين من أبناء بلدهم وخصوصاً أن ذلك من بين شروط الأمانة توظيف الشباب السعودي.
800 ألف
أكّد زياد الحربي، صاحب مشروع «ذا ترك» والمتخصص في أنواع متميزة من الوجبات السريعة التي يقبل عليها الزبائن بصورة كبيرة، أنهم دخلوا إلى هذا المجال يسوقهم حلم كبير لتحقيق النجاح الذي يتمنونه ويأملون فيه بعد أن يبذلوا قصارى جهدهم، ويجتهدون فيما يرضي المقبلين عليهم من العملاء المتعاملين معهم.
وقال الحربي: لقد كلّفتني السيارة التي تحتضن مشروعي من المصنع في الولايات المتحدة الأمريكية وحتى وصولها إلى الرياض ما يقرب من الـ 800 ألف ريال بعد إجراء تعديلات لتتناسب العربة مع أجواء الرياض وتكون قادرة على العمل في أصعب الظروف إلى جانب أهمية إجراءات السلامة فيها وجود أيضاً بعض الخصائص التي تجعلها أكثر أماناً لناحية صحية الأكل وسلامته من أي دواخل قد تحدث من الأجواء، والحمد لله أن الأمر يسير في أفضل صورة.
وأضاف: «حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وبمتابعة من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اهتمت بكل ما فيه دعم ومساندة للشباب السعودي، ولعل رؤية المملكة 2030 خير دليل على ذلك، فهي في جوانب عديدة منها تركز على الشباب السعودي ومنحة المزيد من الفرص لكي يعمل وينتج ويدعم الاقتصاد الوطني، وبكل تأكيد كافة الوزارات والجهات في مملكتنا الحبيبة تسعى جاهده لإنجاز ما يقود وطننا للمزيد من التقدم والنجاح».
وأشار الحربي إلى أنهم بدون شك يواجهون بعض المعوقات في نشاطهم الجديد وهم على أمل كبير بتجاوزها بدعم من مقام إمارة منطقة الرياض وأمانة المنطقة، وخصوصاً أن الأمير فيصل بن بندر وسمو نائبه الأمير محمد بن عبد الرحمن، يوجهان بدعمنا وكذلك معالي أمين المنطقة المهندس إبراهيم السلطان، يشدد على أن يجد الشباب السعودي أفضل معاملة ودعم يمكنهم من النجاح. وقال: نحن متواصلون مع الجهات المعنية في الأمانة والبلديات وبمشيئة الله تكون الأيام المقبلة أفضل ويتم مساعدتنا على وجه السرعة.
الأماكن
أما صاحب عربة «مطبخ أمي» حمد العمران، فأكد أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهد يؤكدان باستمرار على دعم الشباب وهذا دائماً ينعكس على أحاديث المسؤولين، حيث يشدِّدون على أنهم يقفون مع الشباب ويساعدونهم ليساعدوا أنفسهم وهذا انطباع يريحنا ويدفعنا للمزيد من النجاح.
وأوضح أن العوائق وموجودة وفي أحيان كثيرة مؤثِّرة ويترتب عليها خسائر قد تنسف مشاريعنا إلى الأبد ولكن في ظل التواصل مع الجهات المعنية ومع حرص المسؤولين نتطلع بإذن الله لأن يتم تلافي ذلك عاجلاً. وقال: اليوم نواجه مشكلة كبيرة تتمثَّل في الأماكن إذ لا يوجد استقرار كما أن المواقع التي يسمح لنا بالوقوف فيها ليست مهيأة بشكل جيد لا لمستثمري العربات ولا للزائرين والمستفيدين من وجودنا، وبالتالي نحن نتأمل أن ينظر لهذا الأمر بشكل كبير ويتم تخصيص مواقع في أماكن مفيدة وبها خدمات تساعد على العمل. وأضاف: «لك أن تتخيل عدم وجود دورات مياه، إلى جانب أن مساحات التحرك بالنسبة لنا ضيقه جداً وأيضاً لا يسمح لنا بعمل بعض التعديلات التي تساعد على تهيئة المكان بصورة متميزة، إما لأن وجودنا مؤقت أو لأسباب أخرى لا نعرفها، ولكن ما زلنا نتأمل أن تكون المرحلة المقبلة أفضل، وكلنا أمل بسمو أمير منطقة الرياض ونائبه ومعالي أمين المنطقة والمسؤولين الذين يشاركونا معاناتنا ومهتمين لمعاونتنا».
تأمين الكهرباء
من جهته طالب صاحب عربة «تقفيلة توك» مؤيد السعيد، بتأمين مولد كهربائي بدون صوت يتاح لكافة العربات والتي هي على استعداد لدفع الرسوم المطلوبة مقابل ذلك، مبيناً أن أصوات «مواطير» الكهرباء المرفقة بكل عربة تسبب مجتمعه إزعاجاً قد لا يريح الزبائن وهذا يؤثِّر علينا بشكل عام.وقال: نحن في مواقع من السهل تأمين مولد كهربائي فيها ولسنا في أماكن بعيدة ولذلك نتمنى مراعاة ذلك خدمةً للشباب السعودي الذي يوظِّف شباب سعودي أيضاً.
وأشار إلى أن المواقع قليلة ولا نستطيع فعل أي شيء خشية أن نخالف النظام. وتمنى من الإدارة العامة للمرور أيضاً أن توجد حلولاً للسيارات التي تقف أحياناً للحصول على الأكل من جانبنا، فالزبائن يعانون لأنه قد يرغب في شراء وجبه بـ 30 ريالاً ولكن يكلفه ذلك 300 ريال إضافية تتمثَّل في مخالفة، وذلك ناتج من عدم وجود تنسيق بيننا وبين المرور ونحن على أتم الاستعداد للالتزام بالتعليمات المرورية متى ما وجدنا شروطاً محددة وفي الوقت نفسه تتم مراعاتنا حتى لا يتأثر رزقنا. وقال: دولتنا المباركة بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وبعمل واهتمام كافة المسؤولين لا تألو جهداً في مساعدتنا نحن الشباب السعودي. وأضاف: «قد نكون قصرنا في الوصول وشرح معاناتنا ولكننا ندرك أن المسؤولين في الأمانة والبلديات والمرور وكافة الجهات يسعون لمساعدتنا وبإذن الله تكون المرحلة المقبلة أفضل لنا بدعمهم ومساعدتهم.