فهد بن جليد
في منطقة هوليوود بلوس أنجلوس الأمريكية، يفتخر مدير أحد أشهر الفنادق الخمس نجوم هناك، التي يقيم فيها عادة نجوم السينما العالمية بأنَّهم وكلاء حصريون لتقديم التمور السعودية التي تنتجها إحدى الشركات، وأنَّهم يقدمون للنزلاء القهوة العربية مع التمر السعودي، كخيار متوفر للضيوف ضمن قائمة المشروبات الساخنة، مثلها مثل القهوة الأمريكية والتركية، مُشيداً بالطلب عليها من قبل العديد من الجنسيات بعد أن كان توفيرها في الأصل تلبية للنزلاء من الشرق الأوسط والخليج تحديداً.
رغم بساطة المعلومة السابقة، لا يمكن تجاوزها بسهولة وقراءتها كخطوة تجارية فقط من قبل هذا الفندق والشركة، بل يمكن الاستفادة منها وتحويلها كنافذة لتعريف الآخرين بك وبثقافتك العربية، وتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عنك لدى صانعي الثقافة السينمائية العالمية خصوصاً من المؤلفين والمُنتجين والمُخرجين والممُثلين والنجوم، للتعريف بمكان إنتاج هذه التمور السعودية وحجمها ومسمياتها ومواسمها.
رغم أنَّنا نملك أهم وأكبر مواسم التمور وأسواقها في العالم بإنتاج يتجاوز المليون طن سنوياً، الذي بدأ بالمناسبة حصد إنتاجه ومهرجاناته هذه الأيام في مختلف مناطق المملكة الذي يقدر بأنَّه يمثل ربع الإنتاج العالمي من التمور، إلا أنَّنا ما زلنا مُقصرين في الحفاظ على هوية تمورنا السعودية، التي تتعرض للسطو والسرقة في كل موسم تقريباً بشهادات ودلائل عدة، عندما يعاد تصديرها لأوروبا وأمريكا بمُسميات جديدة كإنتاج لدول أخرى، بعد أن يستوردها بداية الأمر تجار خليجيون وعرب يقومون ببيعها لتجار ووسطاء جدد يقومون بإعادة التصدير بعد طمس هويتها السعودية، مما يتطلب فتح منافذ جديدة للتسويق في أمريكا وأوروبا والتعريف بأصل التمور السعودية التي تعد من أجود الأنواع العالمية، لتجاوز هؤلاء الوسطاء الذين يسرقون إنتاج المملكة وخيراتها وينسبونه لدول أخرى، إضافة لتحقيقهم أضعاف ما يربحه المُزارع أو تاجر التمور السعودي.
في سنوات ماضية كان شعار هذه المهرجانات (النفط القادم) كناية عن حجم دخل التمور وتأثيره المُنتظر على الاقتصاد المحلي، لا أعتقد أننا خسرنا مثل هذا الشعار في حال تعاملنا مع التمور وتسويقها بالشكل الاحترافي المُنتظر، وتنظيم تلك المحاولات الجادة في بعض المناطق وتوحيدها وفتح المجال للشاب السعودي والاستثمار السعودي ودعمهما، بالتنسيق أكثر بين مُزارعي ومُنتجي التمور ومسوقيها والمُشرفين عليها في السوق السعودي، لأن الاهتمام يبدأ من النخلة أولاً، حتى لا تُسرق التمرة ثانياً، ومن ثم نفتخر بها سفيرة لنا في أماكن عدة أكثر من فندق هوليوود.
وعلى دروب الخير نلتقي.