محمد بن علي الشهري
كان من الممكن، بل من المفترض التبكير باتخاذ بعض الإجراءات على غرار ما تم اتخاذه مؤخراً في سبيل الحدّ من الارتفاعات الخيالية في عقود اللاعبين المحليين، تلك الإجراءات التي تمثلت بإقرار رفع سقف الاستفادة من خدمات اللاعبين الأجانب إلى ستة.. على طريقة (أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبداً).
نعم: كان يمكن، بل كان من المفترض البحث عن حلول وتدابير لعلاج هذه المعضلة قبل أن تبلغ ما بلغته من مستويات أرهقت الأندية كثيراً، وتسببت في تراجع عطاءات الكثير من اللاعبين والحدّ من طموحهم، وفي تحايل وتمرّد بعضهم أحياناً..؟!
المفارقة العجيبة في الأمر أن أقيام عقود الغالبية من اللاعبين المبالغ فيها -اللهم لا حسد - لا تتناسب إطلاقاً مع ما يجسده من جهد ومن عطاءات متواضعة على المستطيل الأخضر، وهنا مكمن العِلّة!.
اليوم لم يعد بإمكان أولئك (الشطار) ممارسة اللعب على أكثر من حبال، وسيراجع كل لاعب حساباته ألف مرة قبل أن يتخذ قرار تحديد مصيره بعدما اتّسعت مجالات وخيارات الأندية، بل أجزم أن العديد من اللاعبين الذين عُرف عنهم ممارسة التلاعب والركون إلى المزاجية عقب توقيع العقد وضمان الخانة، سيعتدل حالهم، وسيحرصون على المواضبة، وعلى بذل كل ما من شأنه إقناع الجهاز الفني بجدوى وجودهم.
كرسي الهلال: تأديب وتهذيب وإصلاح
شخص منفلت يرتكب ( جريمة نكراء ) بحق كيان مسلم بكامل مكوناته البشرية (المليونيّة)، يجرده ويجردهم جميعاً من ملِّة الإسلام مفاخراً ومتباهياً بجريمته على أوسع نطاق عبر مواقع التواصل الإجتماعي، هذه مسألة فيها نظر .. على أن اعتذاره جريمة لا تُغتفر، وذلك في أعراف ومبادىء وأخلاقيات محامي (....)، أولم يكن من المفترض على الأخ وقد تشابهت عليه القيم والمبادىء والأخلاق، سؤال أحد طلبة العلم عن ماهية عقوبة صاحبه شرعاً على جريمته بدلاً من ذرف دموع التماسيح لمجرد الإنتصار للحليف أياً كانت بشاعة جنايته، أو لأن الهلال هو صاحب الحق، وهذه في حدّ ذاتها تشكل له مصيبة عظمى؟!!.
القيم والمبادىء والأخلاق والأعراف السليمة والصحيحة يا هذا، تقضي بأن يكون لك موقف سابق مشرّف رفضت من خلاله ماجاء في طرح صاحبك في حينه بحق الأمة الهلالية لكي يُقبل منك ولو بعض (زيفك وتباكيك) اليوم، ولكنه الحقد والخُبث وفساد النيّة .. ولكن (على مين يا أبا الحصين ) ؟!!.
وبما أنك تعاني كماهو معروف عنك، من حساسية (زرقاء) مفرطة ومزمنة، وبما أنك أكبر الجوقة سِنّاً : عليك بنصح باقي الرفاق من مغبّة التجاوز بحق الهلال ومنسوبيه وأنصاره تجنباً للجلوس على ذلك الكرسي الذي وجِد ليبقى معلماً من معالم التأديب والتهذيب والإصلاح، وقد قالت العرب قديماً (لسانك حصانك).