عبدالحفيظ الشمري
السبت الماضي -15 يوليه- احتفل العالم، وبمساهمة من بعض الحكومات والمؤسسات الأهلية، وهيئات الأمم المتحدة بـ «اليوم العالمي لمهارات الشباب».. الذي يعد مناسبة مهمة، ورؤية حقيقية لبناء مفهوم عالمي لمستقبل مهارات الشباب وأنشطتهم على مستوى العالم.. نظرا لما تواجهه هذه الشريحة المهمة من المجتمع من تحديات يمر بها الإنسان المعاصر؛ والذي يمثل فيه الشباب الفئة، أو الشريحة الأكبر والأهم.
فهذه الاحتفائية العالمية بمهارات الشباب وأنشطتهم ورغم محدودية تفاعلها إلا أنها نقطة جوهرية في بناء علاقة أفضل بين المؤسسات الخدمية والشباب من أجل تمكينهم من مهامهم، والاضطلاع بدور ريادي أكبر خدمة لمجتمعاتهم، وتجسيدا لدورهم في بناء منظومات عمل يديرها الشباب، ويتخذون فيها قرارات مهمة.. بعيدا عن أي مؤثر خارجي قد يحد من قدراتهم، أو يفرض عليهم نوعا من الوصاية في اتخاذ أي خطوات إدارية أو فنية.
فالتمكين للشباب في اتخاذ قراراتهم، وبناء مشاريعهم سيسهم حتما في تحقيق الكثير من الأهداف المعنوية والمادية.. فمن الجوانب المعنوية أن جيل اليوم من الشباب سيكون أكثر ثقة بنفسه، وأقوى قدرة في بناء متطلبات حياته، والتعبير عنها بطريقة حضارية تتسم بالوعي والموضوعية.
أما الجانب المادي في هذه الأهداف فإنه يتمثل في القضاء على البطالة، وتوفير الكثير من الفرص العملية التي ستسهم في تحقيق معادلة النمو واستدامة المشاريع الفنية والأعمال التقنية الفعالة.. فالقضاء على البطالة لا شك أنه هدف عالمي، ومشروع إستراتيجي تسعى إليه جميع الدول، وتسهم فيه الكثير من المؤسسات والهيئات التي تتبنى قيم البناء وتحقيق الأهداف المرجوة منها.. وما الاحتفاء بهذا اليوم العالمي لتمكين الشباب من أدوارهم في تنمية مجتمعاتهم، وتطوير مهاراتهم إلا هدف من أهداف مشاريع التنمية المستدامة.
ومن أجل منح الفرصة كاملة للشباب فإن جيل اليوم يختلف عن غيره من الأجيال السابقة؛ إذ باتت التحديات أكثر صعوبة لا سيما وأن فترة التعليم الجامعي تعد نقطة مركزية مهمة تتحدد معها متطلبات العمل وفقا للتخصصات التي يلتحق بها الشباب.. فإيجاد الوظائف والأعمال المناسبة، وتنمية المهارات بالتدريب والمران تتطلب جهودًا كبيرة من الحكومات من أجل توفير الفرص الوظيفية، والعمل على تنوع برامج العمل، وتحفيز السوق التجاري من أجل استيعاب الكثير من هؤلاء الخريجين.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي لمهارات الشباب ومواهبهم فإنه من المهم أن يكون الاهتمام بالتعليم مضاعفًا لا سيما التعليم الفني والتقني، إضافة إلى ضرورة العمل على توجيه الشباب نحو هذا النوع من التدريب الذي يعد ركيزة مهمة في توفير الأيدي العاملة لا سيما في البلاد النامية والفقيرة، حيث نرى -على سبيل المثال- أن الهند نجحت في توظيف قدرات الشباب في المجال الصناعي والتقني بشكل مذهل من خلا التدريب المتخصص بشكل متقن وممنهج خلق جيلا متمكنا من أدواته، وتقنياته، ومهامه الوظيفية.