د. أحمد الفراج
سئلت كثيرًا في لقاءاتي التلفزيونية عن سبب عناد ومكابرة قطر، وجوابي كان دائمًا أن قطر تعتمد على الغطاء الأمريكي، بسبب الخدمات التي قدمتها لأمريكا فيما مضى من جهة، ووجود قاعدة العديد من جهة أخرى، والسبب الرئيس لكل هذه المكابرة القطرية هو الدعم اللا محدود، والأدوار المشبوهة، التي أسندتها إدارة الرئيس الكارثي باراك أوباما لقطر، فإدارة أوباما هي التي عمدت قطر بدعم وتمويل التثوير الأوبا-إخواني المشؤوم، أو ما أطلق عليه زورًا مسمى الربيع العربي، ولنتذكر أن من أطلق هذا الاسم الرنان والمخادع على التثوير العربي هو الإعلام الغربي، والأمريكي تحديدًا!!، وهو المخطط، الذي كان يقضي بتسليم حكم العالم العربي لتنظيم الإخوان، وكاد أن ينجح، لولا الوقفة التاريخية الصارمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز ضد هذا المخطط، ودعمه لجيش مصر وشعبها، الذي أطاح بتنظيم الإخوان الفاشي، قبل أن يتمكن، وتتمدد الكارثة في كل العالم العربي.
قطر، وبدعم من إدارة أوباما، كانت هي الداعم الرئيس لمشروع التثوير العربي، سياسيًا ولوجستيًا وعسكريًا وماليًا وإعلاميًا، ولا نزال نذكر أدوارها في كل مكان وصلة فيروس الربيع المشؤوم، حتى بلغ الأمر دعم قطر لتثوير البحرين، لولا وقفة المملكة الصارمة بوجهها، ولا يمكن أن يمحى من الذاكرة مشهد وصول الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان الفاشي، يوسف القرضاوي، إلى القاهرة، بعيد تنحي الرئيس مبارك عن الحكم، بعد أن رفع عنه باراك أوباما الغطاء بذلك التصريح الشهير: «عليه أن يرحل الآن وليس غدًا»، ولأن قطر منحت كل تلك السلطة الزائفة من إدارة أوباما، ما زالت تعتقد بأن هذا الدعم الأمريكي حاضرًا، وكأنها لا تدري أن مشروع التثوير العربي فشل فشلاً ذريعًا، وكانت نتائجه كارثية، لدرجة أن كل شعوب الدول التي طالها التثوير تتمنى عودة حكامها السابقين، حتى لو كانوا من شاكلة معمر القذافي، وكأن حكام قطر لا يعلمون أن تنظيم الإخوان، الذي يمولونه ويؤون قياداته، تم تصنيفه على أنه إرهابي، فمن الواضح أنهم يتعامون عن الحقائق الفاقعة، وأهمها أن باراك أوباما رحل، ورحل معه المشروع التخريبي الذي ترعاه قطر.
قطر لم تدرك، أو لا تريد أن تدرك، أن هناك إدارة أمريكية جمهورية جديدة، وأن مشروع هذه الإدارة الرئيس هو مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وهي عازمة على محاربة كل تنظيمات الإرهاب، سواء التنظيمات العسكرية، مثل داعش والقاعدة، أو التنظيمات السياسية، مثل تنظيم الإخوان، كما أن قطر لا تعلم أنه لا مكان لتنظيم الإخوان في الشرق الأوسط الجديد، ولا تعلم أن بعض الدوائر الأمريكية باتت لا تثق بها، وتتهمها بالقيام بأدوار مزدوجة، أي مكافحة الإرهاب ودعمه في ذات الوقت، ولأجل كل ذلك تكابر قطر، وتحاول مواصلة الكذب والخداع، ولكن المملكة وحلفاءها، والذين يعرفونها جيدًا، لا يمكن أن تنطلي عليهم ألاعيبها، وقد كان تصريح الرئيس ترمب، قبل يومين، لقناة سي بي ان صريحًا وواضحًا، ورسالة قوية لقطر، عندما قال: «لن نتسامح مع دولة غنية تدعم الإرهاب، وإذا كانت قطر تعتقد أنها ستهددنا بإغلاق قاعدة العديد، فإننا نستطيع نقل القاعدة إلى أكثر من عشر دول، كلها تكفلت بتكاليف ذلك»، وترمب أراد أن يقول لقطر: «إذا كنتم تعتقدون أن وجود قاعدة أمريكية في قطر سيجعلنا نتجاهل دعمكم للإرهاب فأنتم واهمون»، فهل تفهم قطر الرسالة، وتذعن لشروط المملكة وحلفائها، أم تواصل مكابرتها؟، والأحرى أنها ستواصل التخبط والمكابرة!.