سعد الدوسري
بعد أن توقفتْ عنها لفترة ليست بالقصيرة، عادت الحياةُ لمسرح «المفتاحة» بأبها، وشهدنا فيها عدداً من الفعاليات الجماهيرية، التي ستستمر لتتزامن مع إعلان مدينة أبها، كعاصمة للسياحة العربية. وفي الحفلات التي نظمها مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير، لاحظنا كيف كان الجمهور، الذي غص به المسرح، متلهفاً لسماع الأغاني العاطفية والوطنية والفلوكلورية. صحيح أن هناك من يقاطع مثل هذه الفعاليات، وهناك من لا يستطيع تحمل كلفة حضورها، ولكنها في النهاية مطلب ترفيهي، وعلى الجهات المنظمة، أن تأخذ في الاعتبار، مستويات ورغبات كافة الشرائح، في كل المحافظات.
إن حضور الحفلات الغنائية أو العروض السينمائية، هي من القضايا الشخصية جداً. لا أحد يستطيع أن يفرض عليك الحضور أو عدم الحضور. المؤسسات الرسمية هي التي تنظم تلك الفعاليات. ليس هناك ما هو مخالف للأنظمة أو القوانين. المسألة مسألة رغبة وذائقة، تماماً مثل النشاطات الرياضية. لن يجبرك أحد على ممارستها أو حضورها، كما لن يعاقبك أحد إذا أنت لم تمارسها أو تحضرها. لماذا يجب أن نكون أوصياء على الآخرين في شأن ترفيهي يروق لهم، ولا يتعارض مع قناعاتهم؟!
لقد حاربتْ بعضُ التيارات الكثيرَ من أوجه الترفيه، ثم رأيناها تنضم للركب وتساهم مساهمات فاعلة في هذا الوجه أو ذاك، في محاولة منها للوصول إلى الناس الذين ابتعدوا عنهم. القضية ستتكرر مرة أخرى.