الوطن كلمة بسيطة، حروفها قليلة، ولكنّها تحمل معاني عظيمة وكثيرة نعجز عن حصرها، هو هويتنا التي نفتخر بها، وهو المكان الذي نلجأ له ونحس بالأمان فيه، هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا معاً، وهو من أعظم نعم الله علينا.
تشربت أرواحنا حب الوطن ونشتاق للعودة إليه إن ابتعدنا عنه، لذا نحن مطالبون بكل نسمة هواء ونقطة ماء تسللت لخلايا أجسادنا، بكل خطوة خطتها أقدامنا على كل ذرة من تراب أرضه الغالي بالدفاع عنه، مطالبون بالسعي نحو تقدم وطننا ورفع اسمه إلى عنان السماء.
لقد حاربنا وسنحارب دائماً من أجل السلام القائم على العدل، هذا هو الشعار الذي سيظل يرفعه الشعب الأذربيجاني بعد تعرضه للعدوان من قبل أرمينيا.
إن قضية «ناغورني كاراباخ» هي قضية أساسية لأذربيجان. أدّى العدوان الأرمني العسكري على أذربيجان إلى احتلال 20 بالمائة من أراضينا وتشريد أكثر من مليون مواطن. ولايزال هذا الاحتلال مستمراً. كما تستمر محادثات في إطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتسوية السلمية لهذه القضية منذ أكثر من عقدين دون التّوصل إلى أية نتيجة ملموسة حتى الآن. وتتجاهل جمهورية أرمينيا نداءات المجتمع الدولي ولا تستجيب لتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التي تطالب بانسحابها من الأراضي الأذربيجانية المحتلة، وتسعى إلى استمرار وضع الاحتلال ومماطلة المفاوضات، وتلجأ إلى زيادة حدة التوتر بانتهاكاتها الصارخة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.
وهنا لا بد أن أشيد بموقف المملكة العربية السعودية تجاه قضية «ناغورني كاراباخ» التي رفضت إقامة العلاقات الدبلوماسية مع أرمينيا بسبب الاحتلال وأود أن أعرب عن شكري وامتناني للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على موقفها الداعم للشعب الأذربيجاني.
لقد قصفت القوات الأرمنية قرية الخانلي التابعة لمحافظة فضولي في الرابع من يوليو الجاري وقتلت مواطنتين، هما صاحبة قولييفا من مواليد 1967 وحفيدتها زهراء قولييفا البالغة من العمر عامين، وأصيبت سيدة أخرى قولييفا سرفيناز وهي من مواليد 1965 بجروح خطيرة، كما أدى القصف إلى إلحاق خسائر كبيرة بالمباني السكنية.
وقد قامت أيضاً قوات الاحتلال الأرميني في أبريل 2016م بقصف مناطق سكنية محاذية لخط الجبهة في خوجالي بالأسلحة الثقيلة والمدفعية كبيرة العيار مما أدى إلى تعرض 34 منطقة سكنية لطلقات مدفعية كثيفة، وقد أودى ذلك بحياة 6 مدنيين وإصابة 33 آخرين فضلا عن تدمير عدد كبير من المنشآت الاجتماعية المدنية من بينها مدارس ومستشفيات ومنشآت إدارية واقتصادية وغيرها من المرافق العامة.
إنّ قصف القوات الأرمنية الوحشي والمشين الذي يستهدف المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية لأذربيجان بشكل مباشر ومستهدف هو «انتهاك صارخ ليس فقط للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وإنّما معاهدة جنيف عام 1949م أيضاً والمرفق برقم 1، وكذلك معاهدة حقوق الطفل وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية».
وقد دعا الرؤساء المشاركون في مجموعة منسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بعد زيارتهم المنطقة والمنظمات الدولية، أرمينيا، إلى تغيير الوضع الراهن عن طريق المحادثات الجوهرية الجدية.
أكدت أذربيجان مرارًا أن الوجود غير القانوني للقوات المسلحة الأرمنية في الأراضي الأذربيجانية هو السبب الرئيسي لحدوث التوتر والتصعيد في منطقة النزاع، ويعرقل الحل السياسي.
وردّت أرمينيا على دعوات الرؤساء المشاركين في «منسك» لتسوية النزاع بقتل المدنيين قتلاً وحشيًا وهذا يؤكد ضرورة مطالبة أرمينيا بسحب جيوشها بدون شروط من الأراضي الأذربيجانية المحتلة، وذلك بناءً على القانون الدولي ومبادئه وقرارات المنظمات الدولية في هذا الشأن.
وفي الحقيقة، ليس هذا سوى استمرار لسياسة الإرهاب والإبادة الجماعية الوحشية الذي يمارس من جانب نظام أرمينيا ضد السكان الأذربيجانيين المدنيين. لأن المجازر والإبادات الجماعية المرتكبة بالفعل عام 1992م في قرى ماليبايلي ويوخاري قوشجيلار واشاغي قوشجيلار وقراداغلي ومدينة خوجالي وكذلك تلك الأعمال الإرهابية العديدة المنفذة في مختلف مناطق أذربجيان تشكل وقائع تاريخية لن تدحض عن الكشف عن سياسة الإبادة الجماعية والإرهاب التي تنتهجها دولة أرمينيا.
** **
- سفير أذربيجان بالمملكة