عروبة المنيف
حدوث أمر إيجابي لصالح النساء بعد طول انتظار، إنما هو من المكاسب التي يجب أن نفتخر بحصولنا عليها، وتضاف إلى قائمة المكاسب التي نسعى للنيل منها، ولنردد «خيرًا أن تأتي متأخرًا من ألا تأتي أبدًا»، المهم أنه حدث جميل، فلنستمتع بمزاياه ومكاسبه، والتحسر على ما فات لن يجدي، بل سيؤثر في فرحتنا وابتهاجنا بذلك الحدث بشكل سلبي.
القرار الذي صدر من وزير التعليم مؤخرًا «بإدراج مادة التربية البدنية في مناهج الفتيات بالمدارس «ابتداءً من الفصل الدراسي المقبل، إنما هي بشرى خير تحمل معها الأمل والتفاؤل للنساء السعوديات، على الرغم من أننا نحن جيل الأمهات كنا قد حرمنا من ذلك النعيم، «الذي سيعمل على ترسيخ الثقافة الصحية والرياضية منذ سن مبكرة»، ولكن لنردد «ليس متأخرًا أبدًا» فبناتنا، فلذات أكبادنا سيستمتعن بتلك الميزة التي ستكون مكسبًا للأجيال المقبلة من النساء.
صدور ذلك القرار وفي هذا الوقت، يبث فينا روح الطمأنينة، وبأن رؤية 2030، التي أكَّدت في بنودها على «السعي للرفع من نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع» لن تسمح بطغيان أي فكر أو رؤية مناهضة لها، وأن الإصرار على تحقيقها يجب أن يكون هدف كل مواطن حريص على عزة وازدهار بلده.
إن الحديث عن مزايا الرياضة البدنية يطول ولن يكفيه مقال، ولكن عندما نتحدث عن إدراجها كمادة أساسية في مناهج مدارس البنات، يهمنا أن نؤكد على الارتباط الوثيق بين الصحة الجسدية والصحة العقلية، فالرياضة البدنية المنتظمة تفرز مادة الإندروفين التي تسهم في زيادة قدرة الذهن على التركيز والتذكر وعلى زيادة في نمو الخلايا الدماغية التي تعمل على تقليص فرص حدوث أمراض الشيخوخة وتزيد من المستوى المناعي للجسم وبالتالي ترفع من معدل العمر المتوقع، وعندما تصبح الرياضة ممارسة يومية «كما هو مأمول عند تطبيقها في مدارس البنات» فإنها تعمل على الرفع من مستوى الرضا عن النفس، لأنها تحسن من الشكل العام للجسم، وتعد المملكة إحدى أعلى الدول في معدلات زيادة الوزن والسمنة الذي هي سبب رئيس للعديد من الأمراض العصرية، ونكون بذلك قد خفضنا من تكاليف الرعاية الصحية.
تسليم مهمة تنفيذ القرار المذكور إلى لجنة إشرافية برئاسة امرأة «وكيل الشؤون التعليمية في وزارة التعليم» د. هيا العواد، هو قرار حكيم آخر من الوزير يتوج قرار «اعتماد مادة التربية البدنية كمنهج دراسي للبنات»، وكلنا أمل بأن تكون تلك الخطوة مباركة لجيل من النساء الواعيات بصحتهن البدنية والعقلية. ووجود قيادات نسائية في مراكز اتخاذ القرار في جهات حكومية تعنى بالرياضة يعد محركًا مفصليًا يسهم في تحريك عجلة الإنجازات الرياضية للمرأة السعودية، وتحركات «وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان» هي مجهودات جلية في جعل قرار «إدراج مادة التربية البدنية في مدارس البنات» واقعًا ملموسًا. فأهلاً بالوكيلات، والعقبى للوزيرات، والحصاد للبنات.