هدى بنت فهد المعجل
تبع ضبع جاموسة وجدها تسير، لحقها. كانت ضخمة أكثر مما ينبغي، وكان ضئيل الجسم..!
واصلت السير، واستمر في ملاحقتها.
دنا بفمه من مؤخرتها، ثم دنا ونهش مؤخرتها بأنيابه..!! اكتفت بهز ذيلها، وتابعت سيرها بينما الضبع مصرّ على معاودة النهش.
في البعد.. عن اليمين عدة ضباع، وعن اليسار أسود, وفي الجو طيور جارحة, والضبع يكرّر النهش؛ حتى أدمى مؤخرتها. شاركه ضبع آخر فنهش من جنب الجاموسة الأيمن، ونهش إلى أن وقعت أرضاً..!!
تكاثرت الضباع حولها, والأسود في البعد, عن اليسار, ترقب.. تنظر محين دورها. ليس ثمة فارق فيما بين الأسود والضباع، بيد أن أحداً منهم لا يقرب الآخر، ولا يلتقط اللقمة من فمه.
الضباع في وضع التفاف وديّ حول الوليمة - الصيد دون اقترابهم من منطقة الرأس وما نزل.. بهدوء اقتربت الأسود.. دنت من نصيبها في الجاموسة، ويبدو أن الضباع تعمّدت ترك هذا النصيب لها.
أخذت الأسود في التهام خاصتها، والضباع كذلك؛ حتى أتوا على الجاموسة كلها، أو ما استطاعوه منها ثم تفرقوا. خلالها كانت الطيور الجارحة تحوم حول الفريسة جواً...!! بعد تفرقهم سقطت الطيور على ما تبقى من فتات لحم.. وتكوّم الذباب فوقها يلعق الدم.
لم يمضِ وقت والجاموسة ملقاة في صدر الغابة هيكلاً عظمياً؛ لا أثر لجلد ولا للحم ولا دم، كأنما العظام غسلت للتوّ بماء صاف رقراق، وقد كانت الجاموسة قبل أقل من ساعة تتمطى متباهية بضخامة جسمها قياساً على ضآلة أجسام حيوانات الغابة وطيورها.
التقط المصوّر لحظة الاغتيال بمهارة وإتقان ليس في الإحاطة بجوانب الاغتيال من زوايا متفرقة!! بل وفي براعة إخفاء آلة التصوير منذ الشروع في الاغتيال، وحتى انفض الجمع عن هيكل عظمي ترك أبيض ناصع البياض.
تابعت اللقطات المدهشة باستمتاع دون تعطيل للذهن، حيث ضربت في صميم المثل العامي (الجمل لا طاح كثرت سكاكينه).
إضاءة
(التنازلات لا تقدم باستمرار).