عبد الاله بن سعود السعدون
أذهلني ما تناقلته وسائل الإعلام من صور الاتفاقيات والعهود التي وقعها الشيخ تميم باسم دولة قطر مع القيادات العليا لدول الخليج العربي وبحضور وشهادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أسكنه الله جناته ولم تنفذ حكومة قطر أي بند من تلك التعهدات بل زادها غلواً وتمادياً في ممارسات غريبة لا تنتظر من العدو فكيف الشقيق المتضامن بالمستقبل والمصير والمؤتمن على أمن وسلامة أبناء الوطن العربي الخليجي الكبير فأوغل في تمويل وإيواء الإرهابيين ممن تآمروا على أمننا القومي وربطوا مستقبلهم السياسي مع أعداء الأمة العربية من صنوف العبث التآمري الإجرامي الذي مارسته الأجهزة الرسمية في (الشقيقة دولة قطر)، على أمن مملكة البحرين في أحداث الفوضى الأمنية عام 2011م ومن شدة الصدمة المؤسفة أن نكتشف نتائج الصفقة التآمرية بين حكومة قطر والنظام الإيراني والتي جلب تنفيذها من تخريب ودماء على الأشقاء الشركاء في بناء مستقبل شعبنا العربي الخليجي والذي كنا كمفكرين وإعلاميين نستهدف ونسعى بجد وتفاؤل إلى وحدة القرار الخليجي تحت سقف منظمته الإقليمية الجامعة "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" ولم يخطر (أبدًا) بذهن أي مواطن عربي خليجي أن هناك جهات رسمية خليجية تمارس التآمر والعلاقات المشبوهة مع الطامعين في أرض وطننا الخليجي والذين فرضوا أنفسهم وكلاء مذهبيين عن المواطنين العرب من أشقائنا أتباع المذهب الشيعي وتسخيرهم كأداة رخيصة للتآمر والعبث الأمني.
إن ما جرى من تدخل إرهابي تآمري ضد الشقيقة مملكة البحرين ودولة الكويت وتحريض عصابات الحوثيين ومدهم بالمال والسلاح يعد مثالاً فاضحاً لهذه الخلايا التآمرية والمؤلم المؤسف أن تظهر الأدلة الدامغة بالصوت والصورة على تآمر دولة قطر (الشقيقة الجارة) على أمننا الخليجي القومي ومد جسور التآمر الإرهابي مع عملاء ملالي إيران وجعل منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت مركزًا للتمويل التآمري بالتعاون مع أعداء خليجنا العربي.
وهنا يسجل بالتقدير الصبر والحكمة والعقلانية التي عالجت بها القيادة المخلصة في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية ظروف ومراحل التآمر القطري - الإيراني على أمن المجتمع الخليجي وكشف أوجه التعاون الإيراني القطري المشترك بمطالبة أخوية خليجية (للأشقاء) في قطر بالكف عن ممارسة العبث الأمني بالتوقف عن مساعدة الإرهاب وتجفيف المراكز الحاضنة له في الدوحة.
ولكننا نجد حكومة قطر لا تريد أن تعي هذه الحقيقة وتتجه نحو جوارها العربي الخليجي معتذرة لشعوبه بإعلان التراجع عن هذا الدور التآمري على أمننا القومي المشترك بسياسة خارجية خليجية صادقة تعتمد على مبدأ حسن الجوار واحترام سيادة دول الخليج العربي وسيادتها الوطنية واستقلالها ومد جسور الود والمحبة بين شعوبها، بل إنها تنكرت لكل المبادئ والأعراف العربية والمواثيق الدولية التي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم، إلا أن ما نراه التمادي بمد الجسور مع إيران الملالي علنًا بالتحدي دوما باتباع الممارسات العدائية غير الصادقة نحو جوارها العربي وتتجه نحو التدخل في الشؤون الداخلية بالتعاون مع إيران بشكل سافر لا أخلاقي لتسخير أموال الشعب القطري العربي في خدمة الإرهاب الإيراني وتصبح آلية قوية فعالة ضد وحدة وسلامة أشقاء الشعب القطري من دول مجلس التعاون الخليجي دون مبرر يذكر سوى العبث الإرهابي والغرور الشخصي بممارسة هذا الدور المنافي للشيم الإسلامية العربية. فالغدر ليس من صفات الشقيق الجار، وكما جاء في مشاركة قطر في المؤتمرات الإسلامية الثلاثة بالرياض والتي توجت المسعى السعودي المبارك لتوحيد القرار العربي الإسلامي وبمشاركة نشطة من الرئيس الأمريكي ترامب وإصدار وثيقة الرياض التي وقعها الشيخ تميم آل ثاني ونكثها قبل أن يجف حبر توقيعه عليها، مؤكدًا بتصريحاته على أهمية العلاقات الثنائية القطرية الإيرانية ووصفها بالدولة المحورية المهمة ودورها الإقليمي في الشرق الأوسط. ونسيانه الهدف المشترك لكل الشعب العربي الخليجي، وهو محاربة الإرهاب ووقف الخطر الإيراني على أمنه القومي وتشكيل النظام الإيراني خنجرًا تآمريًا في خاصرة دولنا العربية الخليجية والشعب العربي القطري في مقدمة قائمة الأطماع الإيرانية. أننا نؤكد على الصلات الأخوية الرابطة لشعب قطر العربي الخليجي بأشقائه في دول الجوار العربي والتي تشترك بآمال وتطلعات مستقبلية مشتركة تصون أمننا القومي والتي تعيش منطقتنا الخليجية الآن بموجة عاتية من الأحداث والأخطار الإقليمية والدولية والتي تسعى لفرض مشاريع عدوانية لتقسيم مجتمعاتنا إلى مكونات ضعيفة صغيرة والاستيلاء على ثرواتنا الوطنية وتفتيت كل مكاسبنا السياسية والاقتصادية ولابد من الاستجابة الشعبية في دولة قطر لكل النداءات الأخوية للعودة إلى بيتنا الخليجي الكبير والمحافظة على منظومتنا الإقليمية الجامعة امتمثلة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ولابد من وضع نهاية للتغريد خارج السرب والعودة إلى الوضع الطبيعي لقدرات دولة قطر ومسئولياتها الخليجية والإقليمية والوطنية وترك التمادي في ركب منطاد العناد والذي سيؤدي بحكومة قطر إلى الضياع في الفضاء الخليجي.!!!!
إني ما زلت مذهولاً لقوة الصدمة ولا أجد جواباً مقنعاً على لساني عن السؤال المر المحير لسلوك حكومة قطر لهذا السلوك العدائي نحو الأشقاء في محيطها العربي الخليجي ...لا أدري ؟؟؟