إبراهيم السماعيل
في 24-05-2017 وقبل مقاطعة الدول الأربع لقطر كتبت:
«في أجواء قمم الرياض
روحاني يصرح بأن الاستقرار مستحيل في الشرق الأوسط من دون إيران، وأمير قطر يقول بعده بيومين إن إيران ضمانة للاستقرار في المنطقة.
إيران تقر علناً وبكل وقاحة واستهتار بأنها وراء عدم استقرار المنطقة وقطر تدعمها بحماقة لا تحسد عليها.
فهل أمِنت إيران وقطر العقوبة وبالتالي أسأتا الأدب...؟؟»
وفي 30-05-2017 كتبت:
«قطر تنفي
والله إنني في أشد حالات العجب والحيرة من رغبة وإصرار دولة قطر الشقيقة والعزيزة على ممارسة دور في السياسة الإقليمية أكبر بكثير من حجمها وإمكاناتها المادية والبشرية والجغرافية وكل أنواع وأسماء الإمكانات.
فكل تصرفات قطر منذ 20 عاماً تتوافق بل وتتطابق مع تصريحات سمو الأمير التي تم نفيها، حيث إن قطر تمارس فعلياً أبشع وأكثر بكثير مما تم نفيه.
فما تلك المصلحة الإستراتيجية الكبرى (غير الكيدية) التي تبرر تبديد ثروات الشعب القطري على مغامرات إقليمية لا تشكل فيها قطر ولا تستطيع أن تشكل أكثر من أداة تخريب في دول لمصلحة دول أخرى ليس من بينها - للأسف - المصلحة القطرية العليا إلا إن كان من باب قول الشاعر:
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ».
والآن وقد بدأت الأمور تتضح أكثر بعد صبرٍ طويل وبعد المقاطعة المفاجئة والصاعقة لقطر نتيجةً لدورها التخريبي ليس في داخل الدول المقاطعة فقط بل ولكل أدوار هذه الدول المقاومة للمشروع الفارسي في المنطقة تحت إدعاءات كاذبة بالسيادة واستقلالية القرار القطري، إن دور قطر كان حاسماً على سبيل المثال في تخريب كل محاولات السعودية المقاومة للمشروع الفارسي الطائفي التخريبي في كل من سوريا والعراق واليمن بل تعدته إلى التخريب على جهود السعودية والبحرين في مقاومة التدخل الفارسي في البلدين عن طريق استغلال بعض الأقليات الشيعية فيهما. ولا حاجة لنا للتعمق أكثر في تفاصيل هذا التخريب القطري لأنه بات معروفاً ومعلناً، لكن يمكن الإشارة وبا ختصار وللتذكير فقط لبعض منه:
1- الدعم القطري للحوثيين في اليمن المدعومين من الفرس لم ينقطع إلى يومنا هذا، والذي شكل وما زال يشكل تهديداً مباشراً لأمن السعودية ودول الخليج كافة ويتناقض تناقضاً صارخاً مع كل سياسات دول مجلس التعاون المعلنة في رفضها التدخل الفارسي في المنطقة.
2- الدعم والتنسيق المباشر مع كل مرتزقة إيران الطائفيين في المنطقة.
3- دعم كل جماعات الإرهاب السني في سوريا ابتداء من جبهة النصرة وداعش التي أسهمت عصابة الأسد وإيران في بروزهما مما أسهم مساهمةً فعالة وحاسمة في بعثرة أوراق الثورة السورية وأدى إلى إفشالها إلى الآن على الأقل، خدمةً للمشروع الإيراني في سوريا من جهة ونكايةً بالسعودية التي تحارب هذا المشروع من جهة أخرى.
4- دور قطر التخريبي والواضح في احتضان ودعم جماعة الإخوان المسلمين وخصوصاً في مصر علماً أن هذه الجماعة لم تكن موجودةً في تركيبة ونسيج الشعب القطري قبل انقلاب حمد بن خليفة على والده وما زالت غير موجودة.
5- دور قناة الجزيرة التخريبي والذي بات مكشوفاً الآن.
فهل كان باستطاعة دولة صغيرة جداً مثل الشقيقة قطر القيام بكل هذه الأدوار المتناقضة والخطيرة والقذرة والمكشوفة من دون الإحساس بإمكانية الإفلات من العقاب؟ والذي يقودنا إلى الاستنتاج الآخر والأخطر وهو اطمئنان قطر إلى أنها بانحيازها الواضح للمشروع الفارسي في المنطقة المدعوم من الدول الكبرى إنما تتماهى بهذا التخريب مع أهداف الدول الكبرى في تفتيت المنطقة والذي يرتكز على طموحات الفرس الانتقامية تحت ستار طائفي وأيضاً يرتكز على الإرهاب الداعشي والإخواني الذي يخدم مشروع الفرس بالدرجة الأولى والذي لولاه (أي هذا الاطمئنان القطري) لما استطاعت قطر وبهذه الجرأة والوقاحة أن تؤدي هذا الدوري التخريبي المدمر والمتهور وغير المسؤول. هذا من جهة ومن جهة أخرى تكون قطر قد حققت أهداف حمد بن خليفة وليس قطر (الكيدية)، حيث أصبحت قطر مخلب القط الإيراني في الخليج العربي كما هو حزب الله اللبناني في بلاد الشام ومخلباً للقط الإخواني في عموم المنطقة.
ختاماً أين المصالح الإستراتيجية الكبرى والبعيدة المدى في كل هذا التخريب والتناقض لدولة متناهية الصغر لا تملك من أسباب القوة غير المال وحقد الحَمَدين - حمد بن خليفة وحمد بن جاسم - التي تجعل الشقيقة قطر تدعم وتحتضن الإخوان وإيران وداعش والنصرة وكل أعداء السعودية والبحرين ومصر والإمارات بل وتسهم في التخريب في كل دولة عربية تقاوم المشروع الإيراني والمشروع الإخواني، وليبيا دليل واضح على تناقض وتخريب السياسة القطرية، ثم بعد كل هذا تأتي قطر وبكل صفاقة لتدعي أنها بعد كل هذا التآمر الكيدي تحارب الإرهاب وتلتزم بميثاق مجلس التعاون الخليجي الذي يحرم ويحارب أي أعمال تزعزع أمن واستقرار دول المجلس والذي قامت قطر بفعل عكس ما نص عليه هذا الميثاق، وما زالت قطر - بكل أسف - تمعن في الكذب والخداع الساذج متجاهلةً حكم التاريخ والجغرافيا ومتناسيةً أن نار الحقد والكيد الحمدي سوف تطال الشعب القطري الشقيق والعزيز قبل غيره.