د.عبدالعزيز الجار الله
الحديث عن الحرات يعني الحديث عن فرص وظيفية وعمل لشركات ومؤسسات واستثمارات جديد، هو مكتشف تنموي أهمل خلال فترة التأسيس للاستثمارات السعودية التي بدأت عام 1938م أول اكتشاف للنفط بكميات اقتصادية، وفي حينها لم نكن نفكر في المصادر الأخرى ولا نلقي لها بالاً أو قيمة اقتصادية لأن النفط بالنسبة للشركات الكبرى هو الأساس، لم نضع: الحرات والرمال والمعادن الصلبة والأحجار الثمينة. ضمن الأجندة ومشروعات الدولة في ذلك الزمن المبكر من تأسيس الاقتصاد.
ما تطرحه الرؤية السعودية 2030 في تنويع المصادر والدخل وتقليل الاعتماد على النفط حتى لا يكون المصدر الوحيد ينسجم تماما مع الحرات ومكونها الجيولوجية والطبوغرافية كقيمة اقتصادية وسياحية وتجارية للحرات، فالحقائق والأرقام في كتاب الحرات الجديد الذي صدر الأسبوع الماضي عن هيئة المساحة الجيولوجية 2017 تأليف عبدالله العنيزان، وعبدالعزيز الحسين، وسليمان الشمري وآخرون، يؤكد أهمية استثمار الحرات والمحافظة عليها كموروث وطني وحقل استثماري يُؤْمِن العائد المالي المستدام والديمومي.
فأهم حقائق وأرقام الحرات هي:
مساحة الحرات 90 ألف كم مربع، وتقع الحرات في أرضي منطقة مكة المكرمة، والمدينة المنورة، تبوك والجوف والحدود الشمالية وحائل والباحة وعسير وجازان.
أحدث براكين المملكة التاريخية أي الحديثة جبال : القدر والعثمور في حرة خَيْبَر، جبال ابومحزم وأبو نار في حرة الشاقة، جبل تذرع في حرة عويرض، وجبل ثنان في حرة ثنان (إثنان).
أكبر حرات المملكة مساحة رهاط مساحتها (20) ألف كم مربع، أعمق وأوسع فوهة الوعبة (مقلع طمية) الواقعة في حرة كشب عمقها 220م ويصل قطرها 2000م.
أطول الأنفاق ( الأنابيب) البركانية في الحرات كهف أم جرسان في حرة خَيْبَر يبلغ طولها 1350 متراً، وأعلى الجبال البركانية جبل فرواع في حرة السراة في عسير ارتفاعه 3004.
مثل هذه الأرقام تجعل من الحرات كنزاً استثمارياً لو تمت الاستفادة منه لشكل دخلاً إضافياً لخزينة الدولة وقيمة سياحية عالية لندرتها بالعالم.