على السمعِ -يا مولايَ- جاءتْ تُبايعُ
بقصرِ الصفا وفودُ عزٍّ، تُسارعُ
لآبائهمْ من قبلُ صادقُ بيعةٍ
وها قدْ أتوك اليومَ، والكلُّ طائعُ
رأوا في أبي سلمانَ عدْلاً وحِنْكةً
وإقدامَ ليثٍ ليسَ فيه تراجُعُ
سلوا عنهُ صنعاءَ اليمانِ تُجبْكُمُ
جواباً بليغاً ترتضيه المسامعُ
فعاصفةُ الحزمِ التي لاح سعدُها
شَفتْ قلبَ مضيومٍ كوتْه المواجعُ
وزاغتْ عيونُ الفُرسِ في كل بلدةٍ
فغُصّوا بها رُعباً، وعيفَتْ مَهاجعُ
بأمرِ مليكِ العُرْبِ شُنَّتْ وأُلْقِحَتْ
فأضْحَتْ بروجُ الحقد فيها مَصارعُ
مُهنْدسُها الفذُّ الهُمامُ مـحمَّـدٌ
وقائعُهُ في الشانئينَ وقائعُ
فلا زلتَ منصوراً وزيرَ دفاعِنا
رفعتَ لواءَ الحقِّ، واللهُ رافعُ
مُقاصرُكم لمَّا استجارَ أجرتُمُ
ومِنْ حزْمِ سلمانَ الجيوشُ تُقارِعُ
على سُنَّةِ الهادي تحالفَ إخوةٌ
لنُصْرة (هادي)؛ والمروءَةُ دافعُ
ويا خادمَ البيتينِ، ما ذيْ يتيمةً
فقُدَّامها تلك التي لا تُنازَعُ
إغاثةُ فهْدٍ للكويتِ وأهْلِهِ
وإرجاعُ حقٍّ تختَطِفْهُ المطامعُ
فأنتمْ لمن شاءَ السلامَ سلامةٌ
وكفُّ سَلامٍ أبيضُ الفعلِ ناصعُ
وحرْبٌ على مَنْ رامَ حرباً، وحربةٌ
تَشُكُّ فؤادَ الضدِّ، والذُّلُّ واقعُ
وحزمٍ تلاه اليومَ حزمٌ، وعزْمةٌ
على قطْعِ أوصالٍ بها السُّمُّ ناقعُ
أيا دوحةً، غَنَّاءَ كانتْ، فأصبحَتْ
وِجارَ ضِباعٍ، والسِّباعُ تُصانعُ
لكلِّ قضاءٍ جالِبٌ لو علِمْتُمُ
وما ندمٌ بعدَ المعاذيرِ نافعُ
أيا جارَنا، ما كان ضرَّك رَشْدَةٌ
هداكَ لها مولايَ فيها منافِعُ
هداكَ إلى نبْذِ المُضِلِّينَ؛ إنَّهمْ
إذا خرقوا خرْقاً فما لَهُ راقِعُ
تَسمَّوا لنا (الإخوانَ) زُوراً وفِرْيةً
وفي وطني ممّا جَنوهُ فظائعُ
فهمْ أُسُّ إرهابٍ، وكيدٍ، وفَجْرَةٍ
وتفجيرةٍ، والغافلونَ الطلائعُ
هُمُ جعلوا الدينَ الحنيفَ وسيلةً
وتَبْرأُ مما يفعلونَ الشرائعُ
أيا جارَنا، فانبذْ إليهم عهودَهمْ
فإلّا يكنْ؛ فالحزمُ فيهِ رَوادعُ
وعلمي - وإنْ لم ترتضوهُ - بأنّها
ستبقى الرواسي الباذخاتُ الفوارعُ
** **
فهيد بن عبدالله القحطاني - المحاضر في كلية اللغة العربية بالرياض