د. أحمد الفراج
تشير كل التوقعات إلى أن قطر تلعب على عامل الوقت وتدويل الأزمة الخليجية، وفي هذا السبيل، جندت كل وسائل الإعلام التابعة لها في الداخل الخارج لتزييف الحقائق، والكذب، بل بلغ الأمر درجة تحريف تصريحات غربية رسمية، وتغيير في الترجمات، وغني عن القول إن قطر كانت تنكر دوما أن هذه الوسائل الإعلامية تدور في فلكها، وتمول من قبلها، حتى فضحها أحد مرتزقة الصحافة في الدوحة، والغريب في هذه المواقع الإلكترونية هو أنها تعمل على نشر كل ما يسيء للمملكة، حتى قبل قرار المقاطعة، ويقوم عليها الإسرائيلي المشبوه، عزمي بشارة، ويساعده مجموعة من المرتزقة العرب، الذين يديرون ما يسمى بماكينة قطر الإعلامية، ويصعد أحدهم في سلم التقدير، ويزداد رصيده المالي، كلما أساء إلى المملكة أكثر!.
الأمر الذي لا يمكن أن يصدق هو أن أخوان الخليج، في المملكة تحديدا، يزودون عزمي بشارة ومرتزقته بكل ما يسئ لوطنهم، ويتم نشره في المواقع التابعة لقطر، وكثير من هؤلاء الإخوانيين السعوديين يزورون قطر بانتظام، وتكرمهم، وحتى تلتقط لهم الصور التذكارية مع الحقائب والهدايا والشيكات، والحقائب تحمل ما خف وزنه وغلا ثمنه، وبالتالي فهي لا تكرمهم بالمجان، بل مقابل خدمات تضر ببلدهم، ولم يدركوا حجم الجريمة التي ارتكبوها، إلا بعد قرار المقاطعة، عندما أصبحوا في ورطة، إذ لم يستطيعوا الوقوف مع وطنهم خشية الابتزاز القطري، وهو الأمر الذي كشف حقيقتهم على الملأ، وجعلهم عراة أمام الشعب السعودي بشكل لم يسبق له مثيل، وهذا يعتبر أحد أهم إيجابيات المقاطعة، إذ كان الإخوانيون قبلها يستخدمون التلون، ويدعون الوطنية، ويستخدمون الدين، لخداع الشعب السعودي.
لم تكتف قطر بتأسيس ودعم منصات إعلامية، يعمل فيها مرتزقة العرب، وبدعم كبير من إيران، بل استطاعت أن تشتري ذمم وسائل إعلام غربية، وكتاب غربيين، كان يشار لهم بالبنان فيما مضى، نعم، لا تستغربوا، فالإعلام الغربي ليس كله نقيا، كما كنا نتوهم، أو كما أريد لنا أن نصدق، فالإنسان، أيا كان جنسه أو لونه، يضعف أمام سطوة المال، وحكام قطر كرماء في هذا السبيل، وإلا من كان يتوقع أن يقبض ديفيد هيريست من قطر، ويدير لها موقعا إلكترونيا موجها، وهيريست ليس الوحيد، فهناك غيره، أو لم نخدع بفريد زكريا، النجم الذي هوى، والذي تحول من مثقف كبير ومحايد، إلى بوق إيراني، يرفع عقيرته ضد المملكة، ولكنه يصمت كالهر الوديع، أمام ضيوفه من ساسة نظام الولي الفقيه الفاشي في طهران، ولكن كل هذه الأموال التي أنفقتها قطر على منصاتها الإعلامية، والرشاوى التي أنفقتها ببذخ على إعلاميي الشرق والغرب، لن تنقذها في نهاية المطاف من التنصل من دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، فهل تعي ذلك؟!.