فهد بن جليد
بالأمس وصلت مطار الرياض، وتفاجأت بتزايد أعداد الكدَّادة الذين يعرضون خدماتهم عند باب الخروج من المطار، على طريقة (سيارة يا لطيب)، (سيارة يا لحبيب)، (حنا أرخص من الليموزين)، (انفعنا يا ربعك ترانا سعوديين).. الخ من العبارات المُحرِجَة لي كمُسافر لا ينتظر مثل هذا الاستقبال، إضافة لتلك النظرات التي تجعلك في وضع لا تُحسد عليه، وكأنَّك غلطان لاتجاهك إلى الخدمة الرسمية لتاكسي المطار، وتجاوز نظرات هؤلاء التي ترمِّقك بأسى كشخص (ما فيك خير لأبناء وطنك).
ليست هذه الطريقة المُثلى لعمل هؤلاء الذين يمثل الشباب النسبة الكُبرى منهم، مما قد يعكس صورة غير حضارية عند القادمين بسبب طريقة تقديم خدمات التوصيل تلك، مع يقيني أنَّ هؤلاء الشباب الجادين في البحث عن عمل إضافي والاستفادة من وقت فراغهم يستحقون منا دعمهم، واستيعابهم واحتواءهم بطريقة صحيحة ونظامية، خصوصاً مع تطور خدمات الأجرة على مستوى العالم، بدلاً من تلك الطريقة العشوائية التي وجدوا أنفسهم فيها.
لذا أقترح أن تقوم إدارة المطار وبالتنسيق مع المرور على إيجاد حل لهذه الظاهرة - عبر مُبادرة أصدقاء ركاب المطار -ولاحقاً سأشرح فكرة هذا المُقترح، خصوصاً مع عدم القدرة على القضاء على هذه الظاهرة كونها مُتجددة كل عام، وسط تعاطف العديد من الركاب واختيار هؤلاء، وإلا لما استمروا إن لم يجدوا ركاباً يقومون بإيصالهم، ولتكن هذه المُبادرة خاصة بمطار الرياض كتجربة أولية، يتم تقييمها وتطويرها وربما تم تطبيقها في حال نجحت على كافة مطاراتنا.
مُقترح أصدقاء ركاب المطار يقوم عليه شباب من أبناء الرياض، ليكونوا بمثابة المرشد السياحي في حال احتاج الراكب لذلك، مع تقديم خدمة التوصيل لمرة واحدة ووجهة واحدة بطريقة منظمة، كتجربة جديدة وخدمة فريدة يتميز بها مطار الملك خالد الدولي بالرياض على المطارات الأخرى عالمياً تحت مسمى خدمات تاكسي أصدقاء الركاب بالمطار.
ستكون الأمور أسهل ومقبولة لدى القادمين لو تم تخصيص مواقف خاصة لهؤلاء الكدادة، والترخيص لهم بتقديم الخدمة بعد تسجيل بياناتهم على طريقة تنظيم وتطبيق التاكسي الذكي، وتقديم دورات تأهيلية سريعة، هناك مُسافرون يحتاجون مثل هذه الخدمة لأسباب متنوعة، فلماذا لا يرخص لكل شاب سعودي يملك سيارة ولديه الرغبة في الاستفادة من وقته.
هذا مجرد مقترح لتحويل مشكلة الكدَّادة ومنظرهم العشوائي عند صالة القدوم بالمطار، إلى فرصة عمل جديدة للشباب السعودي، بمُبادرة تميز مطارنا لنفتخر بهم جميعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.