«الجزيرة» - سعد العجيبان:
«قطر.. اللعب على الحبال!!»
أشاد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بالمملكة واستمرار علاقتها القوية مع واشنطن على صعيد مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن المملكة تبقى عضواً رئيساً ونشطاً مشاركاً في التحالف الدولي ضد داعش، مبيناً أن المملكة تقود مع الولايات المتحدة وإيطاليا مجموعة العمل الخاصة بمكافحة تمويل داعش.
دور كبير
وأوضح التقرير المتعلق بالإرهاب لعام 2016م.. أن المملكة التي تعرضت لعدة هجمات من داعش والقاعدة، استمرت في بناء قدراتها وإنفاذ أدواتها لمواجهة الأعمال الإرهابية التي تحاك على أراضيها، مشيداً بدورها الكبير في مكافحة الإرهاب والتطرف على عدة أصعدة قانونية وتشريعية وعلى مستويات عدة، من تشكيل مؤسسات دولية وإقليمية لمكافحة وتمويل الإرهاب.
إرهاب قطر
وحاصر التقرير «إرهاب» الدوحة.. حين أعلن أن ممولي الإرهاب في قطر ما زالوا يستغلون نظامها المالي.. معتبراً أن الدوحة تحاول التقدم في مجال محاربة الإرهاب بعد توقيعها على مذكرة تفاهم مع واشنطن، إلا أن ممولي الإرهاب القطريين ما زالوا قادرين على تخطي النظام المالي في الدوحة لدعم الإرهاب.
إيران وأكتافها
ووصف التقرير تنظيم داعش والقاعدة والقوى التي تدعمها طهران خاصة حزب الله، بأنها التهديد الأول للدولة الأمريكية، متهماً إيران بأنها ما زالت الدولة الداعمة الأولى للإرهاب عام 2016، وذلك عبر الحرس الثوري والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن وحزب الله في سوريا، وأكد أن حزب الله يلعب دورا أساسيا في دعم النظام السوري في الجرائم التي ارتكبها في سوريا.
تأثير
وفي الشأن الاقتصادي كشف تقرير لوكالة (بلومبيرغ) عن لجوء قطر إلى التخطيط لإبرام صفقات بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة في محاولة للتأثير على قرار واشنطن الداعم لموقف «الرباعية العربية».
مسارعة
وبيَّن أن قطر التي تستثمر أموالا كبيرة في دول أوروبية منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.. سارعت فور المقاطعة إلى إبرام صفقة شراء طائرات حربية من الولايات المتحدة.. في صفقة بلغت قيمتها 12 مليار دولار.. وتشمل شراء 36 طائرة (إف 15).
إنفاق مليارات
كما شرعت قطر عن طريق صناديقها السيادية، في خطط لإنفاق مليارات للاستثمار في مجال البنية التحتية والتكنولوجيا، إضافة إلى أنها رصدت 50 مليار دولار، أنفقت منها 35 مليار دولار في استثمارات أمريكية متنوعة قصيرة الأجل.
تغيير موقف واشنطن
وتأمل الدوحة من خلال إنفاق تلك المليارات في الولايات المتحدة، بأن تكسب صف واشنطن لتغيير موقفها.. خاصة بعد موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قطر.. متمثلاً بوصفه لها بالدولة الراعية للإرهاب.. ولمقاومة ضغوط جيرانها بالنسبة لدعمها وتمويلها للإرهاب.
توقعات بالرفض
إلا أن عدداً من الخبراء الاقتصاديين بينهم جيسون توفي (إيكومنست كابيتال) في لندن، توقعوا رفض الشركات الأمريكية لإبرام أي صفقة مع قطر قبل أن يتم حل الأزمة خشية تعريض سمعتها للخطر في المنطقة.
الاستقواء بالخارج
على صعيد متصل نفى مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي التصريحات المنسوبة إليه حول التنازل عن مطالب «الرباعية العربية»، مؤكداً أن ما يهم الآن هو الالتزام بالمبادىء الستة الصادرة عن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عقب اجتماعهم بالقاهرة. وشدد المعلمي أنه على قطر تنفيذ كل المطالب المقدمة لها، وقال: «لن تقوم لقطر قائمة وهي تستقوي بالخارج». وأكد المعلمي على أن قطر ليست محاصرة وهي تهول الأمور أكثر من اللازم، مضيفا: سنذهب إلى المحافل الدولية بما فيها مجلس الأمن إذا لم تستجب قطر.
اللعب على الحبال
الجنرال المتقاعد جيمس كونواي تناول الأزمة في مقال له نُشر في «ريال كلير دفنس» (من واقع خبرته العسكرية كقائد في سلاح مشاة البحرية في المنطقة)، قال: إن قطر ظلت لوقت طويل تتهرب باللعب على الحبال، وإنه آن الأوان أن تحدد موقفها وتختار. وأشار الجنرال كونواي إلى أن قطر بدت بعد الحادي عشر من سبتمبر جزءا من معسكر محاربة الإرهاب، وقدمت أكثر من مليار دولار لبناء منشأتين عسكريتين للقوات الأميركية في قطر، هما قاعدة العديد الجوية ومقر القيادة المركزية المتقدم.
غض الطرف
وأضاف أنه في الوقت نفسه تدعم قطر المتشددين الإسلاميين، وغضت الولايات المتحدة وغيرها الطرف لسنوات عن مليارات الدولارات التي يرسلها أثرياء قطر بالتعاون مع حكومتهم لدعم حماس والإخوان والمتشددين في سوريا.
ملاذ آمن
وقال كونواي: يجد زعماء الإرهاب المعروفين ومموليهم ملاذا آمنا على أرض قطر، التي تستضيف أيضاً بعض أكثر منافذ الإعلام تشددا في العالم العربي.
عزل
وأضاف أن تلك السياسة المزدوجة أدت إلى عزل قطر عن محيطها العربي، ورمت بها في أحضان إيران، التي تعد مصدر اضطرابات في المنطقة. وفي حين أكد على أهمية قاعدة العديد، شدد على أن رعاية قطر للإرهاب، ونزاعاتها مع حلفائنا الآخرين، تضر بالمهمة الأشمل التي نتواجد من أجلها في العديد.
قوتان إقليميتان
وشدد على ضرورة وقف قطر عن دعم الإرهاب، وقال: علينا ضمان أن تدرك السعودية ومصر أننا ندعمهما في هذا النزاع، مؤكدا أن أمن الشرق الأوسط يعتمد بشكل أساسي على متانة علاقاتنا مع هاتين القوتين الإقليميتين.
إعادة تقييم
واقترح كونواي البدء في اتصالات أمريكية غير معلنة مع دول الخليج التي قد تحل محل قطر كمضيف للوجود العسكري الأميركي، وقال علينا أن نكون واضحين في أننا سنعيد تقييم استمرار مبيعاتنا العسكرية لقطر، إذا خرجت من مجلس التعاون الخليجي.
قطر والحوثيون
وفي شأن ذي صلة أثارت تصريحات وزير الدفاع القطري خالد العطية الدهشة، حين كشف فيها أن الدوحة دخلت ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن دون إرادتها، مبينا أن الجنود القطريين لم يتجاوزوا الحدود السعودية إلى الداخل اليمني. ويأتي ما يثير الدهشة في تلك التصريحات كونها تُمثّل اعترافاً لمسؤول عن وزارة سيادية بالتنصل من تحالفات انضم تحت لوائها، وأن يتبرأ من خيارات أقرها وهو يتمتع بكامل السيادة وبحرية اتخاذ القرار!!.
علاقة سرية
وكان خروج رئيس ما يسمى باللجنة الثورية محمد الحوثي ليثني على تصريحات وزير الدفاع القطري، التي قال فيها إن قطر أُجبرت على الانضمام لتحالف دعم الشرعية.. كان ذلك الخروج أبلغ تعبير عن العلاقة السرية بين قطر وميليشيات الحوثي التي خرجت للعلن لاحقاً، فيما تمنى القيادي الحوثي المزيد من المواقف القطرية الشجاعة «حسب قوله» وهي أمنية تُذكّر بالدعم المالي السخي الذي كان يتدفق وما زال من الدوحة إلى ميليشيات الحوثي خلال حروب صعدة، بيد أن العلاقة بين قطر والحوثيين ليست جديدة، وإنما بُنيت خلال تمرد الميليشيات على الدولة قبل أكثر من 13 عاماً.
تجسس
وكان وكيل وزارة الإعلام اليمني نجيب غلاب قد أورد أن الدوحة تقف وراء ما حدث لجيش الحكومة الشرعية من اغتيالات لقيادات كبيرة من خلال دعمها جماعات متطرفة لتنفيذ هذه المهمة، مؤكداً أن الدوحة عملت على مسارين، الأول دعم الحوثيين مالياً ومعلوماتياً وإرسال الإحداثيات بما يجعلهم قادرين على الاستمرار والتهرب من ضربات مقاتلات التحالف العربي، والثاني يتمثل في اختراق مكونات الشرعية.