سامى اليوسف
العلاقة بين عضو الشرف وناديه في مجتمعنا الرياضي تكاد تكون ضبابية، ولا تحكمها مبادئ أو تشريعات واضحة ومحددة، ولكن أعتقد أن الشرفيين الداعمين، «هناك شرفيون حبر على ورق لا يهشون ولا ينشون»، ينقسمون في مواقفهم مع أنديتهم إلى قسمين: الأول مؤثر إيجابي ومصدر ثقة واطمئنان، والثاني مؤثر سلبي ومصدر قلق وازعاج.
أبدأ بالحديث عن النوعية الثانية، وهي مصدر القلق والازعاج، هؤلاء لهم ثقلهم النوعي بحجم الضخ المالي الكبير الذي يقدمونه سواء في الماضي أو الحاضر، ولهم الحظوة والتقدير في نفوس المسيرين للأندية وجماهيرها، ولكنهم لا ينفكون عن حشر أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة بطريقة منفرة تشكل مصدر ازعاج وقلق للإدارات والمدربين والجماهير.
ومن هؤلاء الشرفي الذي يمارس الوصاية إلى حد زعزعة الاستقرار بالتضييق على الرؤساء وتطفيشهم، ورسم خرائط الطريق من خلال فرض المدربين واللاعبين الأجانب والمحليين والإداريين والإعلاميين الموالين وغرس بذور نفوذه من خلالهم ليكونوا عيونه التي يرى بها وآذانه التي يسمع بها ليتحولوا إلى أذرع تتحرك بواسطته عن بُعد.
ونموذج آخر، الشرفي الثرثار الذي ينافس الإدارة ونجوم الفريق على الظهور وكأنه يمن بماله إلى حد الأذى والضرر، وثالث من يورط خزائن الأندية بصفقات ورعايات ثم يهرب، وتدفع الأندية ثمن «هياطه» وعجزه بعد أن تقع الفأس في الرأس، ورابع كان يضخ الملايين وتوقف لأسباب اقتصادية أو نفسية ويرفض التزحزح من منصبه الشرفي فلا هو الذي اعتذر بلطف عن إكمال مسيرته الداعمة وغادر المشهد بأدب مشكورًا ولا هو الذي أتاح لغيره فرصة الدعم لدفع عجلة النادي وألعابه إلى الأمام.
نأتي للنوعية الثانية، ونقصد بالمؤثرين الايجابيين الذين يشكلون مصدر الثقة والاطمئنان لأنديتهم، وهنا يقفز للمتابع والمستقصي الأمين مواقف أعضاء شرف الهلال، عند الإعلان عن أي صفقة أو تعاقد لافت ليردد بينه ونفسه «ما أشبه الليلة بالبارحة»، دعم ثابت ومستمر، فهم داعمون وليسوا بأوصياء لأنهم يدركون القاعدة الأزلية «الهلال ملك جمهوره»، ولأنهم بوعيهم ورقيهم يحترمون الإدارات المتعاقبة على تسيير عشقهم الأصيل، لا يتدخلون في خصوصياتها وصميم عملها أو يقدمون دعمًا مشروطًا، بل هم حاضرون متى ما دعوا، ملتزمون متى ما وعدوا، متماسكون في أحلك الظروف على قلب رجل واحد، وهذا الالتفاف الشرفي الصادق والمؤثر هو سر من أسرار «زعامة» الهلال على مدى تاريخه المُسطر بالذهب، وتميزه.
ولعل حجر الزاوية في تميز الدعم الشرفي الهلالي يعود لأمرين، أولهما قوة وتأثير المدرج الهلالي وهيبته، والثاني استقلالية الإدارات المتعاقبة وشخصيتها المتفردة، وهذان الأمران من العوامل الرئيسة التي جعلت من الهلال «بيئة جاذبة» لرؤوس الأموال والنجوم.
واختم بكلامٍ للوسيط الدولي «الصديق» أحمد القرون تعليقًا على مقال «الهلال.. بيئة جاذبة» قال فيه: «أنا أحد من جذبتهم بيئة الهلال المتميزة في التعامل الراقي، والاحترام المتبادل، الفرق بين شرفيي الهلال والأندية الأخرى مثل الفرق بين الذهب والفضة، في كل نادٍ تجد واحدًا أو اثنين، إلا الهلال كلهم في حبه مجتمعون، هم كبار لكن يرون الهلال هو كبيرهم على الدوام».