رقية سليمان الهويريني
ربما تعجب حين تعلم أن أطفال الأسر الفقيرة أكثر عرضة للبدانة من غيرهم! بل إن الحرمان الاجتماعي يؤدي لزيادة الوزن، بناء على متابعة 16 ألف طفل خضعوا للدراسة في ثمانية بلدان أوروبية.
وكشفت دراسة حديثة ممولة من الاتحاد الأوروبي قامت بها 17 مؤسسة أوروبية -بحسب قناة DW- أن بدانة الأطفال ترتبط بالوضع الاقتصادي للأسر، وتبين أن هناك 40 % يعانون من زيادة الوزن في جنوبي إيطاليا. هذا في أوروبا، أما في الدول العربية فقد تصدرت مصر قائمة سمنة الأطفال، والهند عالمياً! وذلك وفقاً لدراسة شملت 195 دولة، وهذه الدراسة عرضت خلال المنتدى السنوي للغذاء في ستوكهولم الذي يدعو لإعداد نظام غذائي أكثر صحة واستدامة. فما علاقة الوضع المادي للأسر ببدانة أطفالها؟!
ثمة أسباب للسمنة، فقد تكون الوراثة سبباً مباشراً، فبدانة أحد الوالدين تنتقل للمواليد عند الولادة، كما أن عادات النوم غير الصحية تسبب البدانة لهم! والعجيب أن الأطفال المحرومين عاطفياً تزيد لديهم احتمالات البدانة برأي فولفغانغ آرينزـ الباحث في معهد لايبنتز لأبحاث الوقاية ودراسة الأوبئة ـ الذي قال: «من المهم الاضطلاع بجهود إضافية لاستهداف الأطفال الأكثر سوءاً بسياسات تهدف منحهم الدعم الذي يحتاجونه». وتأتي إعلانات الأطعمة غير الصحية الموجهة للأطفال من أهم الأسباب الرئيسة للبدانة، وهو ما يستوجب الرقابة على الإعلانات ومنع أي دعاية لطعام غير صحي، كما أن هناك أسباباً تعود لعادات غذائية خاطئة أو قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
وفي حين تنشط المنظمات الصحية عبر جهد منهجي وعلمي لقياس حجم الخسائر الصحية الناجمة عن السمنة والإصابات المترتبة عليها، وعوامل الخطر؛ فإني أرى أن السبب في السمنة هو ضعف الوعي والثقافة والحياة الفوضوية التي يعيشها بعض الفقراء، لذا فالأسرة مسؤولة بشكل مباشر عن مراقبة زيادة أوزان أبنائها باعتبارها جزءاً من التربية!