سعد بن عبدالقادر القويعي
ارتفاع عدد شهداء الواجب في محافظة القطيفة - خلال الشهرين الماضيين - إلى خمسة أبطال, -إضافة- إلى عشرين مصابا في هذه العمليات، بينهم 12 عنصراً أمنياً, دليل على أن الفكر العنفي لهؤلاء المجرمين هو أحد آخر العروض المتوفرة في سوق الأطروحات السياسية والمغلفة بالرداء الديني, والتي تؤسس لعناصر الأيديولوجية الطائفية وخلخلة سرديتها, بارتباطها بالعدو - القريب البعيد- من الذين لا يتورعون عن الهجوم قتلا, وتفجيرا, بمن يخالفهم في السلوك والتوجه - فضلا - عن المعتقد.
المتابع تاريخياً للمشهد السياسي في المنطقة سيعلم أن الخلايا الإرهابية في العوامية ذات أبعاد خارجية ومرتبطة بخلايا الحرس الثوري الإيراني التي خرقت القانون الدولي بممارساتها وتسببت في جرائم حرب ضد الإنسانية، بعد تبين المشروع المصاغ بطرق عسكرية ومذهبية من أجل تصدير الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة، ونشر الإرهاب في المنطقة وذلك من خلال دعم الميليشيات المتطرفة بالسلاح والمال والأشخاص بدليل أن أنواع الأسلحة التي وجدت مع الإرهابيين, تدل على أن هناك تدريبات يتلقونها من قبل خلايا إرهابية - خارجية وداخلية - .
العنف, والإرهاب يهددان مصالح البلاد والعباد، ويؤديان إلى سفك الدماء المحرمة ويزعزعان الأمن والاستقرار؛ لأن الإرهاب ظاهرة يصعب التنبؤ بحدوثها، فلا أحد يعرف على وجه الدقة متى ستقع الأحداث الإرهابية؟، وأين؟ , فما بالك إذا كان العنف الطائفي كمفهوم, وممارسة تاريخية يشكل عنصرا تشريحيا لقراءة التكوينات الأساسية لتكرس ذاتها على التمزق الرمزي والخروج التام من مصطلح الوطن؛ لصالح نزعات طائفية.
ما كتب أعلاه هو تأمل شخصي يسلط الضوء على محاولة جزئية لفهم الواقع وتشخيص الأعراض للحالة الإرهابية كونها تتوجه من منطق أيديولجي, ومُغلف بغلاف ديني للمقدم على قتل الآخرين المسالمين الآمنين من المدنيين, والعسكريين وللعمل على استبقاء أو شرعنة عنفها وقمعها من خلال الفكر الأحادي المتشدد, والداعي إلى سحق من يختلف معهم بشراسة وضراوة عن طريق فعل عنفي يتم فيه التضحية بالآخر .