محمد المنيف
لا يعلم غالبية التشكيليين ما مر على جمعية التشكيليين من صعوبات التأسيس التي دامت عشر سنوات وما شاب تلك الفترة من صدمات ومصادمات كان مجلس إدارتها واللجان التنفيذية أكثر صبرًا وتحملاً لإبقائها صامدة أمام موجات كادت أن تغرقها كما غرقت شقيقات الجمعية الأربع الأخرى المسرحية والتصوير الضوئي والكاريكاتير والخط العربي (وهم معذورون جدا) فعاشت فيما يشبه الضياع كزغب الحواصل لا ماء ولا شجر فلا مقر ولا دعم من القطاع الخاص ولا أنشطة تذكر عكس ما تحقق لجمعية التشكيليين التي لم يستسلم من أدارها ولم يتراجعوا بل حققوا النجاح والتواجد رغم منافسات عدة سعى من يديرها إلى إبعاد أي تعاون أو مساهمة تقدم للجمعية.
لقد واجهت جمعية التشكيليين في بداية تأسيسها حظاً وافراً من التسهيلات من وزارة الثقافة والإعلام كغيرها من الجمعيات دفعًا للتأسيس وتحفيزًا للانطلاق فاستغلتها جمعية التشكيليين فقط في إيجار مقر وبعض الأنشطة وكادت أن تحمل أوزار التراجع بعد أن أصبح عليها ديون أسقطت بدعم من رجال يستحقون الثناء، ثم بدعم وتشجيع بمقر مؤقت منحها شيء من الاستقرار. وبدعم من شركات وبنوك ومن رئيسها الفخري في الخمس سنوات الأخيرة، نفذ خلالها مجموعة من الفعاليات على أرقى مستوى في نوعية المسابقات وأماكن إقامتها.
أعود لبيت القصيد لأتساءل.. إلى أين ستتجه بعد مرحلة التأسيس وأين من كان ندًا للجمعية بما قاموا به من اندفاع وهجوم قاس على أفراد معينين في الجمعية أصبحوا اليوم خارجها بعد أن قدموا للفن التشكيلي ما لم يقدمه أولئك الباحثين عن إسقاطها منذ أول أيام إعلان إقرارها.
فهل يكون من كان ضدها سابقا عونا لها اليوم ليكفروا عن أخطائهم لإكمال مسيرتها، إذا علم الجميع أن الجمعية في أعلى درجات النجاح، ليقفوا مع رئيستها الدكتورة منال الرويشد ومجلس إدارتها الذي لا زال يناضل ويسعى لإكمال المشوار المشرف؟؟ ننتظر ما تخفيه الأيام ونأمل ألا تضيع كما ضاع غيرها.