فيصل خالد الخديدي
تعيش الفنون التشكيلية المحلية هذه الفترة طفرة في الأنشطة والحضور والتواجد المكثف بالمهرجانات والفعاليات الصيفية إما بصفة أساسية ومشاركة فعَالة في الفعالية أو على هامش الفعالية وهو في كلا الحالتين أمر مبهج وإيجابي متى ما كان هناك فهم لدور الفن والفنان واحترام وتقدير لهذا الدور سواء من المنظم أو من الفنانين لأنفسهم ولفنهم، فالفن حياة المكان وجمال الحياة وإضافة حقيقية لكل فعل إنساني محترم، والفنون بشتى أطيافها تضيف بهجة وحراكا متى ما حلت برقي وارتقاء فدورها في تهذيب النفوس وإضافة السعادة كبير لا يقل عن دورها في بناء الفكر والثقافة وحفظ تراث الأمم وحضارتها، ولعل كثير من الأنشطة التي تقدم في موسم الصيف بالمناطق السياحية تعتبر إضافة وعامل جذب سياحي وتقوم بدور جميل في تفعيل مفهوم السياحة الثقافية، وغالباً ما تقدم الفنون التشكيلية في هذه الفعاليات الصيفية على هيئة معارض تشكيلية إما جماعية أو أجنحة خاصة لكل فنان وإلا من خلال الورش الفنية والرسوم الجدارية والتفاعلية والجرافيتية وشوارع الفنون... وهي بجميع أشكالها تسجل حضورا جيدا ومطلوبا دون أن يفقد الفن والفنان قيمته واحترامه، وهو الأمر الذي يتطلب أيضاً الحرص على أن يكون هذا الحضور يرتقي ويضيف للفن ويحفظ له مكانته ولا يبتذله وينزل به إلى مستويات لا تليق بالفنان أو بمنجزه الفني وهو ما يزعج في بعض المشاركات المحلية والتي تظهر في بعض الفعاليات, ويتحمل وزرها في المقام الأول الجهة المنظمة التي عادة ما تهتم بالنواحي المادية والمصروفات لها وعليها وتجهل الدور الحقيقي والقيمي للفنون ورسالتها، فمن المعيب أن تجد الفنان وأعماله بين الحرفيين أو تجده يتزاحم المكان مع الأسر المنتجة أو أن يتم التقدير لكل الفعاليات والمشاركين بها بينما يقف التقدير عاجزاً أن يحتوي الفنانين المشاركين وأعمالهم، فالنظرة القاصرة عن قيمة الفنان وتقديره التي تظهر في بعض المهرجانات والمشاركات الصيفية يشترك في وزرها مع الجهات المنظمة الجهات الثقافية والفنية الحكومية والخاصة المعنية بحفظ حقوق الفنانين، كما يتحمل الجزء الأكبر الفنانين الذين ارتضوا الحضور الهزيل لهم ولأعمالهم حتى المبتدئين منهم فالبداية الهزيلة تعزز قلة التقدير للفن وفنانيه.