نشأت الرياضة منذ أن نشأ الإنسان على الأرض؛ فقد استعمل الإنسان الحجارة والنبل للصيد، ومع مرور الزمان تطوَّر المفهوم الرياضي إلى أن أصبح ما نمارسه الآن في عصرنا الحالي. لِمَ يتمادى تغافل الكثير عن أهمية الرياضة التي هي العنصر الأول للياقة البدنية، وعن مدى تأثيرها على التكيُّف الجسدي والعقلي؟
أثبتت دراسة تتعلق بأهمية الرياضة (مثل: السباحة, ركوب الدراجة, الهرولة، ركوب الخيل) بشكل أسبوعي ما فيها من المحافظة على عمل العقل بالمستوى المطلوب، وخصوصًا لمن يناهزون الخمسين. كما أثبتت أبحاث أسترالية أن نشاطات الأيروبكس «التمارين الهوائية» سميت بذلك لأنها تعتمد على الأكسجين كوسيط لخلق الطاقة اللازمة لتأدية التمارين، وتساعد على عمل العقل بالمستوى المطلوب، ومحاربة الخرف أيضًا.
في إطار الحديث عن الرياضة خبر دخول «البدنية» لمدارس البنات في المملكة العربية السعودية أثار ضجة كبيرة مشهودة في الصحف المحلية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي المجالس أيضًا بين مؤيد ومعارض؛ لما فيها من غرابة لممارسة الفتاة الرياضة، كما أنها بين التحليل والتحريم, وذلك بالرغم من وفرة النوادي النسائية في أنحاء المملكة.
الغرابة فقط بدخولها إلى مدارس البنات! زعمًا أنها حرام، ولما فيها من القدر الكبير من السلبيات, لكن إيجابياتها تغطي على سلبياتها, فمن تلك الإيجابيات:
هناك من الأخصائيين النفسيين من أثبت أنها تمد الإنسان بالراحة النفسية، وهذا من إيجابيات تطبيقها بالمدارس لزوال ضغط الروتين المدرسي. ثاني الإيجابيات هو أن الرياضة تعمل على تخفيف الوزن، وذلك مع اتباع نظام غذائي مناسب، وهذا مهم جدًّا للمحافظة على خفة الجسد وسرعة الحركة. كما أنها أيضًا - وهذا ثالث الإيجابيات - تحض على اتباع حمية غذائية معينة؛ وبذلك يتم التقليل من تناول الوجبات الدسمة الثقيلة.
السلبيات تختلف من فرد إلى آخر؛ فكل شخص سيحدد قائمة بسلبيات يشعر بها تجاه «البدنية» بالمدارس بالتحديد، لكن السلبية التي أراها هي أنه يجب أن لا يتم فرضها إذا تعارضت مع ظروف تمنع من ممارستها على الوجه المطلوب.
أخيرًا، الرياضة لا بد منها لجميع الأفراد للقضاء على الأرطال الزائدة، كما نأمل بأن نصبح مجتمعًا رياضيًّا حريصًا على اللياقة الجسدية.
** **
- جدة