صالح الهويريني
بين الهلال والأهلي الفوارق متعددة وشاسعة لمصلحة الأول (على صعيد كرة القدم) سواء من حيث عدد البطولات ونوعيتها.. أو في عدد النجوم الذين ساهموا في نجاحات وإنجازات المنتخب.. أو حتى أيضاً في عدد مرات الفوز في المباريات التي جمعت بين الفريقين.. (باختصار) المقارنة بين الفريقين تعد ظالمة للهلال.. ويكفي أن نقول في هذا الشأن إن الهلال لديه (6) بطولات آسيوية في حين أن رصيد الأهلي منها (صفر مكعب).
الأهلي ربما كان يتفوق على الهلال (أيام الملاعب الترابية) وتحديداً إلى ما قبل (انطلاق أول دوري ممتاز أقيم في المملكة موسم 1397هـ).. أما ما بعد هذا التاريخ فالتفوق صار يسير تدريجياً لمصلحة الهلال حتى بلغ ذلك الفارق الشاسع المدون في سجلات التاريخ.
ما دعاني إلى كتابة (ما سبق ذكره) هو أن إعلام الأهلي وتحديداً بعد فوز فريقه ببطولة الدوري التي غاب عن تحقيقها لمدة (32) موسما (علا صوته) وصار (يحط رأسه برأس الهلال) وكأن هذا الإعلام كان (مكبوتاً) ويريد التنفيس عما بداخله من جراء (معاناته الطويلة) من الهلال وبفعل تفوقه وعلو كعبه على الأهلي.. وهل يعقل أن (أبو ثلاثة) دوري يحط رأسه (بأبو 14 دوري)؟.. وهل يعقل أيضاً أن نضع مقارنة بينهما؟.. بالتأكيد لا يعقل لكنها المعاناة.
عدد لا بأس به من اللاعبين العمانيين احترفوا في المملكة.. ولكن عندما تعاقد الهلال مع (علي الحبسي).. أول من تذكرته منهم هو (حسن ربيع) الذي احترف مع فريق النصر قبل عدة مواسم.. والسبب لأن هذا المهاجم العماني سبق مجيئه هالة إعلامية وراهنوا على نجاحه (بيكسر الدنيا) ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يسجل حتى هدف واحد لمصلحة النصر رغم أنه جاء وهو متوج بلقب هداف دورة الخليج التي أقيمت في سلطنة عمان.
عدم اعتراض الاتحاد العربي على مشاركة الهلال في البطولة العربية القادمة بفريق (أغلبه أولمبي) وبدون اللاعبين الأساسيين هو أمر يؤكد أن الأهم لدى هذا الاتحاد هو (اسم الهلال) الذي سيمنح البطولة المزيد من الوهج الإعلامي والاهتمام الجماهيري.
عندما يتعاقد الهلال مع حارس ومن بمكانة ونجومية (علي الحبسي) فإن ذلك لا يعني أنه لا يثق في حراس مرماه المحليين، وإنما لأن طموحه كفريق أعلى وأكبر من طموح غيره.. (بالمناسبة) الهلال ليس متميزاً فقط في عدد بطولاته أو نجاحاته أو في وفرة نجومه وإنما أيضاً في صفوة أعضاء الشرف الذين يدعمونه وسخائهم.
المجهول الفاسد
استقطاب (الأندية المديونة) للاعبين أجانب ومحليين جدد.. له سببان: إما أن هذه الأندية (ستسدد) ديونها عندما يأتي وقت تسجيل لاعبيها رسمياً.. أو أنها على يقين تام.. وواثقة من أنها ستسجلهم رغم ديونها وعلى طريقة (بلو ديوننا واشربوا مويتها).
إدارة الشباب في بيانها الأخير لاتحاد القدم تقول هناك (مجهول فاسد) في قضية محمد العويس، وأنها تحمل الاتحاد كل المسؤولية في حالة تستره على هذا المجهول الفاسد.. (كلام خطير).
الظهير الأيسر التونسي (علي معلول) المحترف في الأهلي المصري مميز جداً (تابعته كثيراً).. ومن سوء حظ النصر أنه لم يوفق في التعاقد معه.. يا خسارة.
يقول الخبر في إحدى المطبوعات (كل أندية جميل رفضت حسين عبدالغني).. هذا غير مستغرب.. المستغرب هو إصرار عبدالغني على الاستمرار في الملاعب رغم تجاوزه سن الأربعين.
كنا متفائلين بدرجة كبيرة باتحاد عادل عزت، وقلنا إنه سيصلح ما أفسده اتحاد أحمد عيد فإذا بالشواهد تأتي تباعاً وتؤكد أنه اتحاد لا يختلف كثيراً عن الاتحاد الذي سبقه.
أغرب الغرائب
أن (يتشابك) لاعبان بالأيادي من فريقين مختلفين خلال أي مباراة فهذا متوقع.. أن يطرد الحكم اللاعبين أو أحدهما، فهذا أيضاً طبيعي.. ولكن غير المتوقع وغير الطبيعي هو أن يكون (التشابك بالأيادي) بين لاعبين في فريق واحد وأن يتم طرد أحدهما بالبطاقة الحمراء وعلى غرار ما حدث بين لاعبي النصر صالح المطلق وناصر المرشد (الذي تم طرده) من خلال مباراتهما أمام الطائي في يوم (11-1-1409هـ).
هذه الحادثة من أغرب الغرائب في تاريخ الدوري السعودي.. (والقصة وما فيها) أن المرشد ارتكب خطأ جاء منه هدف للطائي فكان التشابك بينه وبين المطلق، فاضطر حكم المباراة سعد ربيعة بإنذار كل لاعب بالبطاقة الصفراء قبل أن يضطر أيضاً إلى منح البطاقة الحمراء للمرشد.. المرشد بفعل هذه البطاقة أوقف مباراتان أمام هجر والاتفاق.
أما نتيجة المباراة فقد انتهت لمصلحة النصر بهدفي ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان مقابل هدف للطائي سجله صالح المبلع.. وللعلم النصر هو من فاز ببطولة دوري موسم 1409هـ وبعد غياب عن تحقيقها دام سبعة مواسم.
خاتمة: اللهم احفظ أمن بلادنا ووفق ولاة أمرنا ورجال أمننا وانصرهم على من عاداهم.. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين.. إنك على كل شيء قدير.