سلمان بن محمد العُمري
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم والدين الإسلامي واستخدامها أمر واجب إسلامياً ووطنياً، ولذا فإن الواجب أن نعتني باللغة العربية اعتناءً تاماً لأنها اللغة الرسمية لبلادنا، وأن نعمل على تطبيق وتفعيل القرارات الصادرة بهذا الشأن. ولمن المؤسف أن نرى قصوراً في التطبيق بعض الجهات لهذه التوجيهات السديدة والأوامر السامية الرشيدة، وخاصة من بعض المؤسسات العامة والشركات المملوكة للدولة التي تعد مراسلاتها وتقاريرها ووثائقها وعقودها بلغة أجنبية، وتتشرط في وظائفها جميعاً إجادة اللغة الإنجليزية، ولم نشاهد أو نسمع عن مؤسسة أو شركة أجرت اختباراً تحريرياً أو شفوياً للمتقدمين على بعض الوظائف، ولربَّما كانت هذه الوظيفة ذات مهارات أساسية في مقدمتها اتقان اللغة العربية، ولا سيما في الوظائف ذات الصلة بالأمور الإعلامية وإعداد التقارير والبيانات وحتى الوظائف القيادية التي تتطلب من شاغلها الحديث للإعلام وللجمهور وللعاملين في المنشأة.
ما زلت أتذكر في بداية العمل الحكومي عقب التخرج من الجامعة أن من أول التعاميم الحكومية التي قرأتها وحرصت جهة العمل آنذاك بتعميمها على الموظفين رغم التزامها السابق، التوجيه السامي الكريم، وكان أصله موجه لوزارة الإعلام بشأن ملاحظة الظواهر المتفشيّة على اللسان العربي وفي أساليب الكتابة وفي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من صحافة وإذاعة وتلفاز، كما نص التوجيه على منع استمرار انتشار اللحن والاستعمالات غير الصحيحة في اللغة العربية والعمل على حفظ مكانتها، أتذكر كل ذلك وقد انزعجت لحال لغتنا في سوق العمل، وفي لغة الإعلام وفي بعض المكاتبات الرسمية وفي لوحات الإعلانات في الشوارع وفي اللوحات الإرشادية في مداخل بعض الوزارات والمصالح الحكومية.
لقد سعدنا في وقت مضى بتعاميم وزارة التجارة والبلديات على المحلات التجارية والمطاعم وكافة المؤسسات والشركات بمنع الأسماء الأجنبية، وأما الآن فأشهد ويشهد غيري من المتابعين غزواً كبيراً للأسماء الأجنبية في هذه المواقع من مسميات المحلات، وحتى داخل المحل، فقوائم الوجبات وأسماء الأكلات و(فاتورة) المحل جميعها بلغة أجنبية أو مسميات أجنبية تكتب بحروف عربية مضحكة مبكية، وكما لوحظ في المدارس وخاصة ما يسمى بـ «الشيلات» وأحياناً في الإذاعة المدرسية اليومية، وإنشاد القصائد النبطية، وكأن اللغة العربية تخلو من القصائد العربية الفصيحة.
أتمنى أن تبادر وزارة الخدمة المدنية إضافة اللغة العربية كإحدى المهارات التي يتم تقييم أو تقويم الموظف عند إجراء المفاضلات في الترقيات، وأن يتم النظر في إجادته لمهارات الإملاء والتعبير والخطابة وخاصة للوظائف القيادية العليا، وأن يكون هناك دورات في التحرير العربي معتمدة لدى هذه الوزارة بحيث تكون محسوبة كنقاط عند الترقية أسوة باللغة الإنجليزية.