د. خيرية السقاف
لا حرفاً تكتبه الأقلام عن «فلسطين» قد بقيَ..
كل الكلام مكررٌ، مجرورٌ مذ 48..
ومن يكتب يتباهى بما يصوغ..
ومن يتحدث يلجلج بما يقول..
والجعجعة تصك الأسماع
والوقائع تطمس وهجة الإحساس بالقضية..
الزمان بهتت دقاته..
وغارت النجوم بها في مدى الظلمة..
وفي النفوس ارتخت عزائم الهمم ..
حتى الأناشيد فقدت حماس الإيقاع..
والفئران نهشت في النوتة..
وولىَّ الجمْعُ عن مَشهد المعركة!!..
خالٍ مضمارها فلسطينُ كلها في الاهتمام إلا من بعض هَبوب تأتي به ساقية..
ترش الوجوهَ حينا فتفيق,
وتغمرها حينا فتُغمض..
فلسطين شأنٌ موغلٌ في الزمن..
كثيف في الأوراق..
كثير في الأسئلة..
بعيد موغل في الجرحِ..
لكنها نابضة بخدوشها, ووحشتها في ذلك الوجه النوراني بوقاره..
المكدود بسنوات القهر..
المغضن بسطور النكبة..
المجترئ بسطوة الحق..
مَقدسِيَّة تدك كتوف الجنود يصدونها عن الأقصى
فتمرق بصلابة الصبر..
وبأس ذي الحق..
وتدلف لداخله!!..
مرقت بها السنون, وتوقفت عند عزتها
الكرامة, والفعل!!..