سعد بن عبدالقادر القويعي
شخّص تقرير الخارجية الأمريكية، والذي تحدث بقلق عن «أنشطة إيران الخبيثة في الشرق الأوسط ؛ كونها تقوض الاستقرار، والأمن، والرخاء في المنطقة»، واقع الأمر؛ للحد من أنشطتها التخريبية، وتبني إستراتيجية التحرك الإيجابي، لا الحياد السلبي حيال التحركات الإيرانية في المنطقة من غسل الأموال، ودعم الإرهاب، والتخريب المنهجي، والذي اتضحت نتائجها المبكرة في ملفات عديدة، كاليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، بل زادت منذ بدء المفاوضات بشأن برنامجها النووي مع القوى العظمى.
لا يمكن لطهران أن تكون دولة طبيعية في المجتمع الدولي في ظل سياسات الخراب التي تتبعها ؛ ولذا فإن تسارع الأحداث الأخيرة، وارتباطها من حيث النتائج لمواجهة التطرف، والإرهاب، وتحقيق السلام، والاستقرار، والتنمية - إقليميًا ودوليًا -، والتأكيد على الالتزام الثابت بمحاربة الإرهاب - بجميع أشكاله -، والتصدي لجذوره الفكرية، وتجفيف مصادر تمويله، واتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع، ومكافحة الجرائم الإرهابية، يقتضي فرض مزيد من العقوبات على إيران، مع أهمية استمرار عملية تقييم، وضمان التطبيق الصارم للخطة المشتركة الشاملة للعمل حول برنامج إيران النووي.
كثيرا ما حذرت السعودية من تبعات الاتفاق النووي الإيراني، وانعكاساته السلبية على الأمن الإقليمي، وضرورة فرض عقوبات على طهران ؛ بسبب التهديدات التي يشكلها برنامج الصواريخ الباليستية، ومراجعة بنود الاتفاق النووي مع طهران دون هوادة، أو مهادنة، أو مواربة؛ الأمر الذي جعل من وسائل إعلام أمريكية، ومن ضمنها Politico Magazine ) ) تنشر تقريرا أشارت فيه إلى أن واشنطن قد تشهد تحولا يعد الأهم فيما يخص سياساتها حيال طهران - منذ توقيع الاتفاق النووي الإيراني -، - سيما - بعد ما اتخذت قراراً في 17 مايو 2017 بتمديد، وتوسيع العقوبات على طهران، وإلزام الإدارة الأمريكية بالدبلوماسية الفعالة، والتي غالبا ما تكون معقدة ؛ ولكنها مطلوبة للتعامل مع هذه المشكلة المستمرة.
بالرغم من انكشاف الغطاء عن العناصر الإيرانية، ونظيرتها التابعة لميليشياتها، وبعيدا عن الأبعاد المادية للتحديات الإيرانية، فإن العقوبات، وسياسة الأمن الإقليمي في تقييد أخطر سياسات إيران ستنجح في نهاية الأمر؛ من أجل ردع نفوذ، ونوايا نظامها الحالي، والدفاع عن المصالح الأمريكية، ومصالح حلفائها في المنطقة، - خصوصا - وأن نفوذ النظام الإيراني الاقتصادي، والأيديولوجي، والعسكري التقليدي لم يعد يؤتي ثماره، وهو ما تشير إليه التقارير اليوم.