د.عبدالعزيز العمر
ألاحظ دائما أن السعادة والفرحه تبدو على محيا حفيدي عبدالعزيز في الليلة التي سيكون لديه في الغد حصة تربية بدنية، فهو يمضي تلك الليلة في تجهيز لباسه الرياضي، وفي استعراض قيافته الرياضية أمامنا جيئة وذهابا، ألاحظ تلك الليلة أن حفيدي يتحدث إلى إخوته عن الفريق الذي سوف يلعبون أمامه غدا (2/ب). ويتحدث إليهم عن قدرات لاعبي فريقه ومهاراتهم الرياضية، ثم يذكر لهم أنه وزملائه في أفضل جاهزية لتحقيق الفوز، وفي تلك الليلة يجري حفيدي أحيانا اتصالات هاتفية مع بعض زملائه في الصف الذين سيمثلون فريقه، ليضع معهم خطة اللعب. إن مادة التربية البدنية تحقق مستوى جيداً من التواصل النفسي والاجتماعي بين الطلاب، وتكسر العزلة بينهم، وتعزز لديهم روح التعاون والعمل بروح الفريق، وفوق كل ذلك تسهم مادة التربية البدنية في تعديل الحالة النفسية والمزاجية للطالب، مما يعطي هذه المادة قيمة تربوية عليا.
ورغم مظاهر العداء الواضح بين طلابنا والمدرسة، إلا أنني ألاحظ حرص حفيدي على قهر كل ظروفه لكيلا يغيب عن مدرسته في ذلك اليوم الذي لديه فيه حصة التربية البدنية، إنه سيكون يومًا ممتعًا ويومًا استثنائيًا بالنسبة له بدون شك. تمنيت حينها أن أجد عند أخته مثل هذا الحماس والإحساس الممتع نحو المدرسة. لقد دفعني هذا الأمر أن أسأل نفسي السؤال التالي: ألا يمكن أن نجعل طالبنا يحب بقية المواد المدرسية كحبه لمادة التربية البدنية، الإجابة في ظني على هذا السؤال هي (نعم كبيرة)، لكن السؤال الأهم: كيف؟ سأجيبكم لاحقًا.