جاسر عبدالعزيز الجاسر
في كثير من الدول والأنظمة الحاكمة يتسلط مسؤولوها وأبناؤهم على الناس وحتى من يلوذون بهم من حاشية وخدم، بل إن أحد أبناء رؤساء الأنظمة الحاكمة كان يتسلى بإدخال من يعارضه وليس فقط من يعارض والده بإدخاله إلى قفص مغلق وبداخله أسود جائعة، وكم من صحفي ومعارض سياسي أصبح لقمة سائغة لتلك الأسود.
ولأن النفس أمارة بالسوء، وكثير من الشبان تغريه المكانة الاجتماعية التي آلت إليه دون أي جهد مبذول منه، فالذي عليه ورثه بعد كفاح وجهاد للأجداد الذين بدلاً من أن يضيف إلى تاريخهم المجيد يخربه ويسيء إليه بأفعال وتصرفات لا تليق بمن هو عليه من مكانة وانتماء. وهذا ما حصل من شاب ينتمي إلى آل سعود الأسرة الكريمة التي يكِنُّ الجميع لها الاحترام، ليس فقط السعوديون بل كل العرب والمسلمون، لما عُرف عن كل من ينتمي إليها حرصه على التمسك بالقيم والأعراف النبيلة والبعد عن كل ما يخدش سمعته ومكانته، إلا أن هذا الشاب دفعه تهوره وحماقته ومعايشته لقرائن السوء إلى الإيذاء بأحد جيرانه من المقيمين العرب، والاعتداء عليه وضربه هو وأقرانه بأسلوب مستهجن أشبه ما تكون «بحفلة عربدة»، إذ تلقى الجار المقيم ضرباً مبرحاً أدمى وجهه وجعل الدماء تنزف من أنفه ووجهه، وذلك لأن الجار «تجرأ» وأوقف سيارته بالقرب من منزل ذلك الشاب النزق، ولم يكتف بذلك بل قام بوضعه في «مرجلته المزيفة» في اعتداء غاشم على مقيم عاجز عن الرد على عدوانه. وعلى مواقع الاتصال الاجتماعي نشر جريمته التي تسيء إلى المجتمع السعودي ككل وإلى عائلته شخصياً.
جريمة أخرى تضاف إلى الجريمة الأولى، فالتشهير بالجار المقيم وبث الشتائم والبذاءات التي أطلقها الشاب المستهتر وسط تشجيع ومؤازرة من رفاق السوء الذين شاركوه في جريمته جريمة أخرى ظن أنها ستمر مرور الكرام، إلا أن هذا الشاب المستهتر غاب عنه أن سلمان العدل والحزم هو من يدير البلاد، ملك لا يقبل الضيم والظلم لكل من يعيش على أرض المملكة، بل وينتصر لكل المظلومين عرباً ومسلمين، فكيف يسكت عن انتهاك كرامة من يقيم بين ظهرانينا وابن من أبناء العروبة المسلمين، ومن شخص يفترض أن يكون نموذجاً للسمو والسلوك كونه ينتمي إلى أسرة كريمة عُرف عنها الدفاع عن المظلومين وليس ارتكاب التجاوزات والتكبر والتعالي على البشر.
سلمان العدل والحزم ما أن وصل الخبر إليه بما فعله ذلك الأمير المستهتر حتى أصدر أمراً فورياً بالقبض عليه وإيداعه السجن هو وجميع من ظهروا معه في المقاطع المشينة لما فيها من تجاوزات وانتهاكات تستوجب العقوبة المغلظة، والتحقيق معهم في كل الجنايات التي ارتكبوها وسماع شهادات المتضررين والمعتدى عليهم لإنصافهم وحفظ حقوقهم.
ملك العدل والحزم سلمان بن عبدالعزيز شدد على عدم الإفراج عن أي فرد منهم حتى يصدر بحقهم الحكم الشرعي والرفع به إلى المقام السامي لاتخاذ القرار الرادع والحازم، منعاً لكل سلوك منحرف، وصيانة لأمن الوطن، وحماية لحقوق كل مواطن ومقيم، ومنعاً للظلم والتجبر والأذى والإساءة والتعدي، تطبيقاً للشرع العادل، والتزاماً أصيلاً به، وردعاً لأي تجاوز أو انتهاك من أي شخص مهما كانت صفته أو وضعه أو مكانته.