سلطان بن محمد المالك
مع تزايد أهمية وجود الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات التجارية في مواقع الشبكات الاجتماعية، وحرص الكثير منها على إنشاء حسابات خاصة بها، تستطيع من خلالها إيصال رسائلها وأخبارها وإعلاناتها لكثير من الشرائح التي لا يمكن الوصول لها إلا من خلال هذه القنوات, إلا أن الكثير يغفل جانبًا مهمًّا في إسناد إدارة حسابات الشبكات الاجتماعية إما لشركات أو أفراد من خارج المنظمة غير أكفاء، وبعيدين كل البُعد عن المنظمة وبيئتها وأنظمتها، تنقصهم المعلومة الصحيحة، ويفتقرون لمعرفة بيئة المنظمة الداخلية والخارجية المحيطة بها.
إسناد مهام إدارة حسابات الشبكات الاجتماعية لغير مؤهلين سوف يكون له نتائج وآثار سلبية. وأمثلة كارثية بدأت تظهر في مجتمعنا من أخطاء، يقع فيها مديرو حسابات الشبكات الاجتماعية لبعض الشركات، وكان آخرها الأسبوع الماضي لإحدى الشركات العالمية المتخصصة في سلسلة مطاعم أمريكية شهيرة موجودة في المملكة؛ إذ ظهرت تغريدات من حساب الشركة الرسمي الموثق، تسيء كثيرًا لسمعة الشركة بسبب عدم احترامها للذوق العام، وخدشها للحياء دون أي اعتبار لثقافة وبيئة المجتمع السعودي. ومن يتابع التغريدات يتأكد أنها تدار من خلال أشخاص من غير أبناء البلد؛ إذ تتضح اللغة الركيكة المستخدمة ذات الطابع الاستفزازي.. ويُستغرب تمريرها من الإدارات المعنية بالشركة؛ إذ تكرر الخطأ أكثر من مرة. ومن نتائجه السلبية انتشار وسم للمطالبة بمقاطعة الشركة ومطاعمها.
لماذا تضع هذه الشركة وغيرها نفسها في مثل هذه المواقف التي بكل تأكيد سوف تكلفها سمعتها وخسارة عملائها بسبب عدم احترامهم؟ ولماذا لا تهتم بشكل أكبر بانتقاء من يدير حساباتها من أشخاص من داخل الشركة، يفهمون اللغة والبيئة المحلية، ويحترمون الذوق العام.
يقول الملياردير الأمريكي الشهير وارن بافيت «تخسر الشركة سمعتها التي بنتها خلال 20 سنة خلال 5 ثوانٍ». وهذا هو ما يحصل عند إساءة استخدام إدارة حسابات الشبكات الاجتماعية.
خلاصة القول: عندما تقرر المنشأة فتح حسابات في الشبكات الاجتماعية فإما أن تهتم بظهورها بشكل مناسب مكتمل، أو فالأفضل لها عدم الدخول بها، والاكتفاء بالأسلوب التقليدي في الاتصال والتواصل مع الآخرين مع تحملها نتائج عدم التوسع والانتشار وفقدان شرائح مهمة لها.