د. خيرية السقاف
قلت له وبين أيدينا انبسط السِّفر:
يا وطن,
في كفِّ الرحمن وضعناك..
فلتنمُوَ غدقاً لا تجف روافدك..
ولتنهضَ مدداً لا تكلُّ عزائمك..
ولتخضِّرَّ أملاً لا تنضب روافدك..
ولتكثرَ ثمراً لا تُجزُّ فروعك..
بيد الرحمن جذورك أودعناها..
فستمتد... وتتكاتف... وتتكاثف... وتُثمر... وتعلو...
وبيده حفظناك فستنجو.. وتُحفظُ.. وتأمنُ.. وتنتصر..
لن يمسك سوءٌ وأنت في وداعة الرحمن..
وأزر الكلِّ:
فرداً فردً.. مثنى مثنى..
قليلاً من القوم قليلهم.. ثللاً من الجمعِ كثيرهم..
جمعاً جمعاً..
قلت له: تجاوز عن:
المسرفين فلا يُنقِصونك أبداً..
وعن المتسلقين فلن يصلوا مراميهم فيك, ولا عنك..
وعن الجاهلين فلن تضلَّ بجهلهم مداركُك..
وتجاهل عن:
الطبَّالين وإن تلوَّنوا فلن تُصمَّ أذناك عن الحقائق..
وعن المغرضين وإن تخفَّوا فلن يضللوا بوصلة أهدافك..
وعن الحاقدين وإن تطيَّبوا فلن ينفثوا سمومَهم في عذب معينك..
وعن السفهاء وإن تكاثروا كالجراد فلن ينخروا ورق نبتِك..
فلك وفيك من:
الخُلّصِ وفاءَهم وإن تواروا عن أضوائك..
ومن الصادقين بذلَهم, وإن لم يتناكبوا في المعمعة بأصواتهم..
ومن العقلاء حزمهم, وحِزامهم يجدُّ, ويمدُّ
فاطمئن إلى:
مسارك ونهجك..
فإنك بأعيننا..
قلتُ له: يا وطن, في حفظ الله أنتَ..