«الجزيرة» - سعد العجيبان:
«وقعت في شر أعمالها».. ذلك الوصف الدقيق - إن صح التعبير - لحال الدوحة الآن.. فقد حمل الخطاب الأخير لأمير قطر.. دلالات واضحة لتطابق فحواه مع التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء القطرية في 23 مايو.. ذلك ما يبدد مزاعم وادعاءات اختراقها!!.. فعند حديث الشيخ تميم عن اختلاف بلاده مع بعض الدول بشأن مصادر الإرهاب، فهو يمس لُبّ مشكلة الدوحة المتمثلة بالإرهاب ودعمه.. وإجمالاً يُمكن القول إن الخطاب أكد إصرار الدوحة على الانسلاخ عن محيطها الخليجي والعربي.
تصنيف الجماعات
وبينما أكد الشيخ تميم في خطابه على أن الدوحة تختلف مع الدول التي تقاطعها في التمييز بين ما وصفها بالمقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب!!، تضمنت التصريحات رفضه لاعتبار الإخوان جماعة إرهابية، كما اعتبر حركة حماس وميليشيات حزب الله حركات مقاومة!!.
الاستقواء بالخارج
وفي حين ثمن أمير قطر في خطابه الدعم العسكري التركي ما عكس إصرار الدوحة على الاستقواء بالخارج.. سبق وأن أعلن الشيخ تميم في تصريحاته لوكالة الأنباء عن نفس المواقف التي استقوى خلالها حينها بقاعدة العديد الأمريكية، معتبراً أنها تمثل حصانة لقطر مما وصفها بأطماع بعض الدول المجاورة!!.
إيران
الشيخ تميم شكر في خطابه أيضاً، الدولة التي فتحت أجواءها ومياهها الإقليمية لقطر.. في إشارة إلى إيران التي سارعت إلى فتح خط ملاحي معها، فتعمق الود بين الطرفين!!.. وذلك ما يمثل دعماً لتصريحاته، والتي اعتبر فيها أن إيران دولة ذات ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها في رأيه، وهذا موقف معلن من الدوحة قبل الأزمة وبعدها!!.
رمتني بدائها!!
«رمتني بدائها وانسلّت».. ينطبق هذا القول إلى حد كبير مع سياسة النظام القطري.. والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أحد من يؤمنون بمطابقة ذلك على حال الدوحة.. حين قال: «من يتحدثون عن الأخوّة يدعمون الإرهاب»!!.. ليصف بهذه الجملة «تلميحاً» الخطاب الأخير لأمير قطر.
تمويل الإرهاب
وقال السيسي في كلمة له خلال افتتاح أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط «قاعدة محمد نجيب العسكرية»، إن الإرهاب ظاهرة معقدة، لها جوانب متعددة، ولعل من أهمها - وطال الصبر عليه - هو دور الدول والجهات التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله، فلا يُمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط، والتغافل عن شبكة تمويله مادياً، ودعمه لوجستياً، والترويج له فكرياً وإعلامياً.
ما تفعلونه لن يمر دون حساب
وأكد الرئيس المصري أنه لا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب في مقتل مواطنينا، بينما «يتشدق» في ذات الوقت بحقوق الأخوة والجيرة!!.. وتابع: ولهؤلاء نقول إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب.
لم نتخذ الإرهاب كذريعة لتعطيل الحياة
ومضى الرئيس السيسي في القول: لم ولن نتخذ الإرهاب يوماً كذريعة لتعطيل الحياة الطبيعية للمجتمع، رغم ما تفرضه مواجهته من أعباء جسيمة ومتطلبات استثنائية، ولم نتخذ الإرهاب يوماً كمبرر لعدم الاستمرار في تحديث اقتصادنا وإصلاحه وتحقيق التنمية الشاملة، وإنما نتخذ تحدي الإرهاب كحافز إضافي لبذل مزيد من الجهود على كافة المسارات، وفي ذات الوقت.
مراجعة
من جهته قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في «تويتر»: تمنيت أن يكون خطاب الشيخ تميم مبادرة مراجعة ودعوة تواصل، وتابع: المواقف باتت معروفة وتكرارها يُعمّق الأزمة، ورأى أن الحوار ضروري ومطلوب ولكن عموده المراجعة.