سعد السعود
لم ولن يلوم إدارة الشباب منصف في بيانها الأخير ضد اتحاد الكرة.. وهي من طالبت لأكثر من مرة بكشف ملابسات انتقال حارس الفريق محمد العويس.. ووضعت لذلك كثيرًا من المقترحات والمطالبات لاستيضاح الغموض.. لتحقيق العدالة وكشف الحقائق سواءً للنادي أو حتى للوسط الرياضي.. ولكن عبثًا ذهبت كل محاولات الإدارة الشبابية أدراج الرياح.. ووضع اتحاد عزت في إحدى أذنيه طينًا والأخرى عجينًا حتى لا يسمع صوت المشتكين!
وبظني حسنًا فعلت إدارة القريني بوضع اتحاد الكرة خصمًا لا حكمًا في قضيتها بعدما أوصد كل الأبواب تجاه مطالبات الشباب المشروعة في التحقيق بمصدر الأموال التي حصل عليها محمد العويس وما تلاها من شراء عقار وسيارة.. فإن كان كل ذلك وضع بالدرج بعدما رفض اللاعب السماح بكشف حساباته للجنة وترك الأمر عائمًا.. فهل يعقل أن تقضي اللجنة بسلامة موقفه؟! بل ولا تذهب حتى لأضعف العقوبات بإيقافه.. وكأني باتحاد الكرة بسلبيته في التعاطي يشرعنّ لكل لاعب الحصول على مبالغ مالية وبعدها ليهرب لأسهل عذر ولن يجد من اتحاد الكرة أي إجراء.
عمومًا كنت قد كتبت قبل أسبوعين مقالاً عن الفرق بين قضيتي مكسيس الفرنسي ومحمد العويس وكيف تعاملت محكمة الكاس مع اللاعب الفرنسي وعاقبته مع ناديه الجديد روما بسبب انتقاله في الفترة الحرة وحصوله على أموال غير معلنة.. وضمنت وقتها مقالي كل المواد التي استندت عليها محكمة الكاس وهي الملزمة للجاننا القانونية محليًا.. فيا ترى لماذا هرب اتحاد الكرة عن الغوص في أعماق القضية وعدم إماطة اللثام عن كل خفاياها؟ فلو كان اتحاد الكرة صادقًا في التعاطي بعدالة مع الموضوع.. ويضع مبدأ السواسية عنوانًا لمرحلته كان عليه الاطلاع على قضية اللاعب الفرنسي مكسيس وهي التي تشبه قضية العويس كثيرًا.. علمًا بأن القضية بحيثياتها موجودة في محكمة الكاس وقد وضعت رقمها وتاريخها ويمكن الاطلاع عليها بسهولة.
أخيرًا.. اتحاد يفضل عدم مصادمة الأندية الجماهيرية في أول شهوره.. واتحاد يرفض قرار لجنة الاحتراف في قضية العويس ويدفع رئيسها المهندس طارق التويجري للاستقالة.. وهو من درس القضية لزمن واستعان بالخبراء المحليين والعالميين حسب قوله في لقائه ببرنامج كورة.. واتحاد يعين الدكتور المقرن في المساء رئيسًا للاحتراف ليصدر بالصباح قرار غرامة العويس ليس إلا في القضية الشائكة والغامضة التي شغلت الشارع الرياضي.. بل واستدعت تحقيقات من سابقة امتدت لشهور حتى يتبين حكمه الذي رفض.. واتحاد يرفض رفع خطابات لكي تتدخل جهات الدولة المختلفة لاستجلاء بعض الأمور.. أعتقد أنه اتحاد لم يعد قاضيًا أو حكمًا بالنسبة للشبابيين.. حيث بات خصمًا، فهل يعي اتحاد الكرة مسؤولياته ويعمل على نزع فتيل المشكلة باستكمال كل التحقيقات ووضع الوسط الرياضي في الصورة بكل شفافية وبعدها ليعاقب المخطئ أيًا كان وأولهم الشباب إن لم يصدق بإدعاءاته؟ أما أن الاتحاد يكابر ويذهب قدمًا في شكواه ضد الشباب بعدما عجز عن الوقوف بوجه الأندية الجماهيرية باعتراف رئيس لجنة الاحتراف في قضيتي العويس وخميس؟!
خلاصة القول
ننتظر إما عدلاً ينصف الجميع بفتح القضية بلا مهادنة.. أو صمتًا يراه الجميع يغلق القضية ليكون الأمر أقرب للمعاندة.. وعندها أعتقد أن على الشبابيين الذهاب بعيدًا بطرق باب نزاهة فستكون الملاذ الأخير لكشف الفاسد المجهول.
آخر سطر
ليس القانون هو ما يخشى، بل القاضي..
«مثل روسي»