قصائد هنا
1
ما الذي يخفيهِ وجهكِ عن عيوني؟
ثورةً؟
حزناً مسائياً؟
كلاماً عابراً؟ حرباً؟ سلامْ؟
ما الذي جفناكِ تحجبُ
أخبريني
لا تخافي
إنني الضوء المرفرفُ
بين أغصانِ الظلامْ
فاحملي شفتيَّ عني
كي أغني صامتاً
إن لم يعد يعني مفاتنكِ الكلامْ
كم مرَّ يومٌ بيننا؟
كم ساعةً؟ كم لهفةً؟ كم كلمةً؟ كم كذبةً
كم يا ترى قد مرَّ عامْ
أتهمكِ الأوقاتُ؟
إنَّ الشِعر يأتي دونما وقتٍ
ويبقى دونما وقتٍ
ويذهبُ دونما وقتٍ
كما يأتي ويبقى ثم يذهبُ
من مشاعرنا الغرامْ
2
ما دمتِ أجمل من رأيتُ
وأنتِ أجمل من أرى
لا تتركيني واحداً
ما دمتِ حشداً من جمالْ
لا تسأليني عن دمي،
لوني، اهتماماتي، عيوبي
.........................
تتحدثينَ كأنَّكِ اللغةُ الوحيدةُ
تملئينَ ملامحي، ذقني، جبيني
ألفَ وهمٍ واحتمالْ
شيءٌ
نما ما بيننا
فامتدَّ نخلاً في الهواءِ
انسابَ غيماً في الرمالْ
فتماسكي
وتمسّكي بي جيداً
طيراً بأطرافِ الجبالْ
3
يا من أحبُّ حديثها وسكوتها
..................
يا من تحبُّ أصابعي
وتريدني كالشاي، كالكلماتِ، كالأكوابِ
لكن لا تقولُ
تخافُ يغرقها الندى
.....................
أربكتِ تاريخ الكتابةِ
كلُّ حرفٍ كان قبلكِ
كان شعراً
كان نثراً
كان وحياً
ضاعَ في صوتي سدى
يا أولَ الأشياءِ
أول كلمةٍ،
حقلٍ،
.......
فتنةٍ.
خبرٌ جميعُ الفاتناتِ
وأنتِ أنتِ المبتدا
صباح الورد القصيدة الأولى
إلى أيِّ حدٍّ تحبينَ وجهي
شفاهاً، وذقناً، جبيناً، عيونا؟
وترمينَ قلبكِ نحوي احتفالاً
رصاصاً، سكاكرَ، ثلجاً، طحينا
إلى أيِّ حدٍّ تريدينَ أبقى
ثواني، دقائق، يوماً، سنين؟
بجفنيكِ مسَّحتُ أقدارَ عمري
لعلِّكِ بالكحلِ لي تكتبين
حزيناً أظلُّ ببعدكِ لكنْ
لماذا بقربكِ أبقى حزينا؟
أما تسمعينَ بصوتي ارتعادي؟
بخوفي اللعين أما تشعرين؟
أنا ما اكتفيتُ من الحبِّ وصلاً
من الحبِّ هجراً أما تكتفين؟
...................
تعالى جمالكِ عن كلِّ وصفٍ
فمهما وصفتُ ستبقى ظنونا
دعوتكِ للـ «الجاي» هلّا قبلتِ؟
وماذا يضركِ لو تقبلين
................
سأغمضُ إن شئتِ مذ تبدئين
.....................
جمالكِ أثمنُ ما قد تبقى
فلا شيء بعدكِ يبقى ثمينا
أحبُّكِ لكنني لستُ أدري
بماذا إذا قلتها تشعرين
أحبُّكِ والحبُّ أن لا نبالي
بشيءٍ سوى بالذي يعترينا
** **
- إبراهيم الصواني