عبده الأسمري
مقاتل من الصحراء.. ومناضل من الوطن.. في سيرته محافل وبين مسيرته احتفالات..
من أبرز القياديين العسكريين ومن أشهر الإستراتيجيين الحربيين خليجياً.. في اسمه ثبات البطل وسلطنة الريادة العسكرية إذا ما اقترنت بأسماء جنرالات الحروب وأساطير المعارك.
إنه نائب وزير الدفاع السابق الفريق أول ركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود القيادي المحنك صاحب البطولات الحربية المتوجة بأوسمة النصر ونياشين الفخر وتيجان الاعتزاز.
بوجه جاد تعلوه ملامح الاعتبار ومطامح الاقتدار وعينان حادتان تتحرك بسكنات خبير وسمات أمير وتشخص حين التخطيط وتهدأ حيث التكتيك وشخصية مركبة من التوجيه والتنفيذ وكاريزما سمو انفرادية تتقاطر منه مطالب الدفاع الوطني ومتطلبات الهجوم الإستراتيجي وصوت جهوري ممتلئ بلغة رسمية ولهجة سياسية وسيادية يظهر الأمير خالد بن عبدالعزيز في ميادين القتال ومعاقل الرجال ومنصات القيادة وكراسي المسؤولية ابنًا بارًا من أبناء الوطن وأخًا سارًا لزملائه في عمله وزميلا مختارا للقيادات العسكرية الذين نهلوا من علمه وانتهلوا من معرفته وخبرته.
في مدرسة والده الأمير سلطان رحمه الله العسكرية وأكاديميته الوطنية ووسط أعماله الإنسانية نشأ الأمير خالد كبير إخوته فتعلم المسؤولية باكرًا واستلهم من تربية أصيلة ونشأة نبيلة أمانة الإمارة وكفاءة المعرفة عاش في بيئة أميرية وسلالة حكم فتشرب معاني الشخصية الاعتبارية ومقومات النزاهة. كان يراقب والده وهو يحيي أرتال الاستعراض العسكري فارتبط ذهنه بالميادين الحربية وترابط عقله بتخطيط القوات.. وفي الرياض كان الأمير يصغي إلى والديه أحاديثًا عن المستقبل وأمنيات عن الطموح.. فبعد أن أنهى تعليمه اختار أكاديمية ساندهيرست العسكرية الشهيرة بإخراج القياديين عسكريًا والمهاريين حربيًا وتخرج منها ضابطًا محترفًا لعبته «الدفاع الجوي» ومهارته «فنون الحرب».
عاد لأرض الوطن وفي يمناه قبضة الاعتزاز وتلويحات الشرف وفي يسراه حقيبة ممتلئة بشهادات العلا تعين قائدًا لسرية الدفاع الجوي ثم ضابط تدريب ومساعد ركن عمليات الدفاع الجوي ثم رئيسًا لقسم التفتيش والمراقبة في قيادة الدفاع الجوي فمديرًا للتخطيط والمشاريع الدفاع الجوي ثم تعين مساعد قائد الدفاع الجوي فنائب قائد قوات الدفاع الجوي ثم قائدًا لقوات الدفاع الجوي.
ذاع صيته وعرفته الميادين مقاتلًا محترفًا وقائدًا محترفًا وتم اختياره قائدًا للقوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب الخليج 1991وقائد عميلة عاصفة الصحراء التي طهرت الكويت من الغزو العراقي. في عام 1991 أصدر الملك فهد رحمه الله أمراً ملكياً بترقيته إلى رتبة «فريق أول ركن» وإحالته إلى التقاعد، بناءً على طلبه وفي عام 2001 أصدر أمرا ملكياً كريماً بتعيينه مساعداً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية بمرتبة وزير، وفي عام 2011 أصدر الملك عبدالله أمراً ملكياً بتعيينه نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير وظل في منصبه حتى عام 2013م.
قاد الأمير خالد عام 2009 الحرب التي طهرت الحدود الجنوبية من المتسللين الحوثيين.
الأمير خالد مدرب محترف ونال أعلى الدورات العسكرية وحصل على عشرات الدورات التخصصية الدولية في مجال الدفاع الجوي والأركان والحرب الإليكترونية والشؤون الدفاعية وماجستير علوم عسكرية من أمريكا وقد كرمته القيادة نظير تميزه وانفراده في العمل العسكري حيث حصل على وسامي الملك فيصل من الدرجة الرابعة والدرجة الثالثة ووسام الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى وحصل على عدد من الأوسمة من دول الكويت وفرنسا واليمن والسنغال والمجر والبحرين والأردن والإمارات العربية المتحدة وأمريكا وعُمان وغيرها وعشرات الأنواط العسكرية. الأمير خالد شخصية منوعة مهتم بالعلم والمعرفة إلى جانب خبرته العسكرية العريضة إضافة إلى عضويات متعددة في عدة جهات وجمعيات دولية وهو الرئيس الفخري لـ نادي الشباب السعودي ورئيس مجلس أعضاء شرف النادي ومؤسس لكرسي البحث بجامعة الملك سعود بالرياض الخاصة بعلوم المياه.
وله نشاطات استثمارية وتجارية ويمتلك صحيفة الحياة اللندنية وللأمير خالد العديد من المقالات العالمية وحاضر في عدد من الجامعات والكليات العسكرية والمدنية المحلية والإقليمية والدولية. ومن مؤلفاته مقاتل من الصحراء وفي السياسة والإستراتيجية. عندما تتحدث الميادين العسكرية عن الإبطال فهو عنوان بارز وإن نطقت غرف عمليات القوات المسلحة عن النضال فإنه تفاصيل ثابتة.. عسكري برتبة فريق أول ركن.. وركن قيادي بمرتبة جنرال حرب.. ورمز وطني بتفاصيل رجل دولة وبطل ميدان وعقل تخطيط.