من توفيق الله تعالى وفضله وكرمه وجوده أن يهيئ للشعب السعودي الوفي دولة حكيمة وعادلة ومخلصة لله ثم للأمة والوطن .. ولا غرابة فأفراد هذه القيادة تتلمذوا وتربوا على يد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه - ونشأوا نشأة صالحة اتسمت بتقوى الله والاستقامة ورجاحة الفكر وقوة العقيدة وحسن الخلق والتواضع والحرص على شؤون البلاد والحدب على حب الشعب ورعاية مصالحه .
* وبهذا الخلق القويم والتواضع الجم والمزايا الحسنة وحسن القيادة كانت وما زالت هذه القيادة تسير وفق ما خططه لها المؤسس وبنت مسيرتها ونهضتها على أسس ذلك وكانوا وما زالوا في قلوب شعبهم حباً ووفاءً وفداءً وولاءً فعاشت بلادنا في عهدهم في أمن واستقرار ورغد عيش . هؤلاء هم القادة آل سعود الشجرة المباركة .. وهذا هو شعبهم الوفي لحمة واحدة تلتقي إخلاصا ووفاءً وولاءً على كافة الأصعدة .
* فقدت البلاد قبل أيام أحد أفراد هذه الأسرة الكريمة وأحد قادتها الأوفياء المخلصين لوطنهم وشعبهم .. صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وقد كان لوفاته بالغ الأسى والحزن في أوساط البلاد لما يتمتع به سموه من مزايا وصفات حسنة طيلة سني حياته، ومسؤولياته في الدولة والتي كان آخرها نائباً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود .. رحمهما الله ، فأجاد القيادة والإدارة وقدم من الإنجازات ما حفلت به مسيرة هذه الوزارة في شتى مجالاتها وشؤونها تطورا ونهضة للخبرة والتأهيل الذي يتمتع به سموه ثقافة وعلما ودراية.
* وأذكر أنني دعيت كمسئول ذات مرة لحضور حفل إقامته إحدى قطاعات الجيش في مدينة الطائف حضره ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نيابة عن وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمهما الله، وكان يقابل الحضور بكل أريحيه وتواضع وحسن خلق وكان يوصي المسئولين خلال لقاءاته الاهتمام بأمور المواطنين وتقديم ما يجب تقديمه لهم من خدمات ورعاية .. الدولة لم تقصّر حيث وفرت كل الوسائل التي تعينهم على تحقيق مطالبهم واحتياجاتهم ولهم مزايا وجوانب إنسانية لا يمكن حصرها.
أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ما حكاه لي من أثق بصدق حديثه أن مواطنة طاعنة في السن ومعاقة من جيرانه ولا يوجد لها من يعولها سوى ابنها الجندي في أحد قطاعات الجيش بمنطقة نائية . فقدمت التماسا عليه فحقق رغبتها ونقل ابنها إليها وساعدها ماديا، ولسموه مواقف وجوانب إنسانية أخرى لا حصر لها منها البادي والخفي .. رحم الله سموه وأسكنه فسيح جناته وجزاه بما قدم وأنجز لأمته وشعبه ووطنه خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته .
* وعزائي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وجميع إخوانه وأبنائه وكافة الأسرة المالكة الصبر والسلوان ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
** **
علي خضران القرني - نائب رئيس النادي الأدبي بالطائف سابقاً ومسئول في تعليم البنات سابقاً