رجاء العتيبي
منذ أن اعتلى حمد بن خليفة كرسي الحكم في قطر بعد انقلابه على والده سنة 1995م، وقطر تسير في طرق وعرة، ومناكفات سياسية وتدخلات في شؤون البلدان ودعم مباشر للإرهاب، واستمر الوضع على ماهو عليه حتى يوم تنازل الوالد عن الحكم لابنه تميم العام 2013م والحال هو الحال، بمشاركة لوجستية وفكرية وتخطيطية من حمد بن جاسم وزير الخارجية الأسبق لقطر.
ما الذي دعى حكومة قطر أن تفعل ذلك، وهي الدولة الصغيرة التي لا شأن لها سوى تصدير الزيت والغاز، ماذا يمكن أن تفعل غير ذلك؟ ولا شيء بخلاف أن تتمتع بعلاقات إيجابية مع محيطها الخليجي والدولي، ولكنها انتفخت غرورا بصورة أوحى لها قادة الشرق الأوسط الجديد أيام (أوباما) أن تكون قائدة المنطقة كما أوحى البريطانيون للشريف حسين أن يحكم العرب من الخليج إلى المحيط وانتهى به الأمر إلى هروبه بحرا إلى المجهول.
الحكاية القطرية شارفت على الانتهاء ومستقبلها مجهول، باعتبارها لعبة من ورق لا يمكن أن تقابل الرياح، ولو أنها غير ذلك، لما استعانت بالأتراك ليحموها من شعبها، الحكومة القطرية بسياستها الغريبة طوال عقدين من الزمان، باتت اليوم تجني عواقب أفعالها وتدخلاتها في شؤون الآخرين بشكل غير متوقع، والشعب القطري الشقيق بدا منفصلا تماما عن حكومته سواء أيام فتوتها وهجومها على الآخرين أو هذه الأيام التي انكفأت فيه للداخل مدحورة مهزومة.
الشعب القطري لم يقف مع حكومته في كلا الحالتين لأنه لا يعرف لماذا قطر تتدخل في شؤون الدول وتدعم الإرهاب وتؤوي المطلوبين ولا يعرف كيف وصلت بحكومته الحال وارتدت على نفسها في قاعدة عسكرية يحميها الأجانب.
الحمدان وتميم هم من يحكم قطر بصورة منفصلة عن مؤسسات الدولة، وبعض من المنتفعين وكثير من المرتزقة والمطلوبين، فماذا ننتظر إذن منها؟ وماذا ينتظر منها شعبها وهو لم يشارك في بناء الوطن لا كمسؤولين ولا كمستشارين ولا كجنود ولا كرجال أعمال.
من هنا يمكن أن نقول: إن قطر ككيان ليست (دولة عميقة) بسبب رعونة السياسة العقيمة التي ورطت قطر بشر أفعالها فبدت دولة هزيلة لا مؤسسات ولا قيادات ولا مبدعين ولا تنمية ولا علاقات دولية، فلا تتوقع أن تنتج قطر وهي بهذه الحال البائسة رجالا أفذاذا كمهاتير محمد صانع ماليزيا، أو لي كوان يو صانع سنغافورا.
الدول الأربع المناهضة للإرهاب (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) عرفت بحنكتها السياسية وبعد نظرها أن سلوك قطر مدمر للمنطقة فجاءت المقاطعة كحل مبدئي، بعد أن رأت في حكومة قطر غطرسة بلا حدود، وكشفت أوراق قطر للعالم أجمع ليعرف أن دول المقاطعة لا تريد سوى أن تعود الحكومة القطرية إلى رشدها وتعيش بحب وسلام إقليميا ودوليا وتعطي للإنسان القطري دورا في بناء وطنه بدلا من المرتزقة والمطلوبين والإرهابيين، وتغدو حرة.