جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس جديداً أن يسوِّد كاتب أو صحفي أو حتى أستاذ جامعي خطاباً لرئيس دولة أو أمير إمارة، فهناك وظيفة «كاتب خطب» لقادة الدول في كل دواوين الرئاسة والحكم، إلا أن الجديد أن يكون ذلك الكاتب مستورداً وليس من أبناء البلد، ولهذا تأتي الخطابات التي يحبّرها لرئيسه الذي استورده بعيدة عن نبض الشارع ولا يتفاعل معها أبناء البلد ومواطنوه لأنها لا تحمل الحرارة والصدق الذي يفترض أن تتضمنه عبارات الخطاب ولهذا فقد مر خطاب تميم بن حمد مرور الكرام ولم يتقبله القطريون باستثناء مرتزقة الإعلام القطري الذين جميعهم من غير القطريين وكأن الإمارة عاجزة عن إعلاميين من أبناء البلد، ورغم كثرتهم إلا أنهم يقبعون في المراكز الخلفية أو بعد الخلفية بعد أن أزاحهم خنفر، وأبو دلالة وأحمد منصور وكبيرهم عزمي بشارة الذي يشاع أنه من كتب خطاب تميم الأخير.
الخطاب الذي ألقاه تميم عبر محطة التلفزيون، أظهر بأن الأمير كان يقرأ من شاشة مرئية أمامه، وهي تقنية يجيد استعمالها مذيعو نشرات الأخبار في المحطات التلفزيونية، إلا أن بث خطاب تميم أظهره مرتكباً وشاحباً وتبين لكل متلقي أن الخطاب تعرض لعمليات مونتاج وقطع متعددة، ورغم أن كلمات الخطاب بلغت 1750 كلمة إلا أن الخطاب عجز عن تحقيق الغرض الذي من أجله تم إلقاؤه رغم أن تميم انتظر تسعة وخمسين يوماً للخروج أمام شعبه لتبرير موقف النظام القطري من عدم التجاوب مع المطالب المشروعة للدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، وقد اعتمد كاتب الخطاب على محاولة شحن وتعبئة الشعب القطري وضم المقيمين ومنهم من يشكلون عبئاً على قطر سياسياً واقتصادياً وأدبياً، فالخطاب يصنف خطاباً تعبوياً شعبوياً يعيد الذاكرة العربية إلى خطب الستينيات ونهج وأسلوب أحمد سعيد ولا عجب من ذلك فكاتبه من رهط تلك المدرسة التي أوصلت العقل العربي إلى ذلك الانحطاط الذي نتج عنه ما أسموه بالنكسة.
ولقد خضع ما كتب لتميم لتحليل المختصين والذين كشفوا العديد من التناقضات ومن العبارات التي تدين أفعال حكام قطر بدلاً من أن تمدهم بالمبرر والعذر اللذين أراد كاتب الخطاب استعطاف كل من يستمع إليه بالذات أهل قطر، إذ يقول تميم أن كل من يقيم عندنا أصبح ناطقاً باسم قطر، وهو فعلاً ما يحصل في قطر التي ورطها دهاقنة الإرهاب والفكر المتطرف والمنحرف من يوسف القرضاوي مفتي الإرهاب وكبار جماعة الإخوان الإرهابية وخالد مشعل، ومنظري مليشيات حزب الملا حسن نصر الله، وحركة حماس والمنتدب من الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة.
هؤلاء الناطقون باسم قطر المختطفة من جماعات الإرهاب ومروجي الفكر المتطرف والمنحرف هم الذين أوصلوا البلاد إلى مرحلة مقاطعتها من جيرانها من فضائها العربي، وهو ما أكده من أراد تبرير مواقف قطر المنحرفة، وكما يقول العرب «أراد أن يكحلها فعماها» مثبتاً أن العمى أصاب بصيرة حكام قطر قبل بصرهم.