د. ناهد باشطح
فاصلة:
((لكي تصبح الكذبة حقيقة يكفي ترديدها ثلاث مرات))
-حكمة عالمية-
ترديد الأخبار وتكرارها دون التحقق من صحتها ليست مشكلة بسيطة بل إنها معضلة باتت تؤثر على المجتمعات، على سبيل المثال ارتبك عمل الشرطة البريطانية في مواجهة حادثة التفجير الذي حدث في مانشستر 32-5-2017 خلال حفل للمغنية آريانا غراندي، وقد نشرت الصحافية اللبنانية "لينا صفوان" تقرير جميل عن سيطرة الأخبار المزيفة في الصحف البريطانية ومواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا على هذه الحادثة، حيث قام عدد من المراهقين البريطانيين بتداول صور مزيفة في موقع "تويتر" لكسب إعادة التغريد، وعبر موقع فيسبوك انتشرت صورة لمستشفى ذكر الكاتب أنه محتجز داخله، لوجود مسلح عند الباب الرئيسي، وكانت صحيفة "ديلي إكسبريس" الأولى التي نشرت الخبر على حسابها بتويتر قبل التحقق من صحته مما حدا بها لاحقًا إلى تقديم الاعتذار إلى القراء.
أيضا نشر بعض المغردين في تويتر صورة للمغنية آريانا غراندي على أنها التُقطت لها بعد التفجير، بينما الصحيح أن الصورة التقطت خلال تصويرها فيلم قصير عام 2015، وليس بعد تفجير "مانشيستر".
الذي أود قوله إن الأخبار المزيفة موجودة في كل مكان من هذا العالم وهي معضلة باتت تواجه الباحثون في مجال الإعلام والأخبار المزيفة أنواع متعددة بحسب تقرير لموقع CNN وعلى مؤسساتنا الإعلامية أن تفكر بمواجهتها كما فعلت شركة جوجل وفيسبوك ومؤسسات أخرى تدرك خطورة تكرار الأخبار المزيفة.
أنواه هذه الأخبار تجعلنا على الأقل نفحص الخبر قبل التورط في نشره عبر حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك الخبر الوهمي أو المزيف وهو سهل الانتشار، يأتي من مواقع مزيفة بالأساس، وغالباً المستخدم لن يُكرر الزيارة مرة أخرى لها لأنها تنتحل أشكال المواقع الرسمية.
وهناك الخبر المُضلل وهو الذي يحتوي على معلومة صحيحة وأخرى مزيفة مما يصعب التحقق من صحته وعادة يستخدم لبث رسالة معينة للقارئ، ويقبله القارئ أو يرفضه حسب توجهاته.
وهناك الخبر المنحاز وهو خبر ينحاز لجماعات معينة وخطورته إنه سريع الانتشار لكنه لا يجد تقبلاً من القراء إذ تتضح رسالته التي هي لصالح جهات معينة.
وهناك أيضا الأخبار البراقة التي عادة ما يكون العنوان مختلفاً تمامًا عن المضمون ويقصد بالخبر زيادة أعداد المشاهدين وعادة تكون هذه الأخبار عن الفضائح أو الجرائم الملفتة أو الأخبار التي تنشر للتسلية وإضحاك الجمهور وخطورتها تكمن في أنها يمكن أن تكون مصدرًا لأخبار أخرى يمكن أن يصدقها الجمهور.
لم يعد مسؤولية القارئ كما السابق مستقبلا بل أصبح أيضًا مرسلاً ويتحمل مسؤولية نشر الأخبار وتأثيرها في المجتمع.