د.عبدالعزيز الجار الله
المتابع للساحة الإعلامية العربية الإيرانية يلاحظ أن هناك نوعاً من التغير طرأ على الخطاب الإعلامي لبعض الإعلاميين الذين كانوا يعبرون بصوت الحكومة الإيرانية وكانت بداية تبدل هذا الخطاب بعد عاصفة الحزم عام 2015 عندما بدأت قوات التحالف العربي الهجوم على الانقلابيين في اليمن من قوات المخلوع صالح ومن الحوثيين لإعادة الشرعية لليمن فقد اكتشفت إيران أنها خسرت بعض المواجهات في الوطن العربي من حرب عاصفة الحزم.
صحيح أن إيران استطاعت مع بعض الدول الغربية في إشعال الحرائق في الوطن العربي من خلال الربيع العربي لكن إيران خسرت بالنهاية المواجهات في تونس وفي مصر والآن تخسر في اليمن وفي سوريا وفي العراق وليبيا، حيث أظهرت أنها تساعد الثورة العربية معتقدة أنها ستحصل على الكعكه من تلك البلدان والآن يتم البدء في تصفيتها وإبعادها عن المنطقة، الذي يعود إلى الإرهاصات الأولى في مواجهات الأزمة في الدوحة يشعر أن إيران بدأت تفقد أوراقها التي كانت تراهن عليها منذ عام 2003 بعد سقوط بغداد واحتلال أمريكا لعراق.
هذه ليست قراءة متفائلة إنما هي الحقيقة التي بدأت تتكشف للعالم عندما تأكد لإيران أن رهانها كان من الأحلام باحتلال هذه الدول، وبالفعل تبين للعالم أنه كان من الرهانات الخاسرة، فالإيرانيون يتحدثون اليوم عن منع عودة الحكومات والشعوب السنية إلى العراق وسوريا في حين أنهم منذ عام 2003 وهم يتحدثون عن شيعية المنطقة حكمًا وشعوبًا، إذا هي متغيرة بعد 15 سنة من بداية احتلال أمريكا للعراق واعتبرت نقطة التحولات في أحداث الوطن العربي تحولت فيها إيران إلى جندي المنطقة القوي، ثم قدمت لها الحكومات الغربية في الربيع العربي المساحة والمساعدة والدعم وتركت لها المنطقة لإدارتها وتقسيمها.
الآن يتم وقف النزيف والمواجهة في جميع المنابر من طرف الدول العربية وبالأصح من دول الخليج ومن الشرق العربي وتم كشف جميع أوراقها لأبناء الوطن العربي ودول العالم وتعرية موقفها عندما تم فضح قطر وكشف اوراقها لتكتمل صورة التأمر والخداع الذي تحيكه في السر والأفعال المشينة التي كانت تمارسها ضد دول الخليج والوطن العربي.
اليمن لم يسترد كامل عافيته على مستوى الشعب لكن على الأقل تم إيقاف الانقلاب واغتصاب السلطة من قبل الحوثيين وجماعة علي صالح، فعاصفة الحزم شكلت المنعطف القوي الذي أوقف الثورات في الوطن العربي حتى لا تمتد للجزيرة العربية التي تضم معظم دول الخليج، ونتيجة للفشل في اليمن تساقطت أحلام إيران التي رسمتها لتفكيك المنطقة.