د. جاسر الحربش

توجد طريقتان لإدارة المغالاة في التوحش العقائدي. في الطريقة المطبقة عربياً يتم شحن تلاميذ وطلبة المدارس على قتل أهلهم وتكفير وتدمير مجتمعاتهم. الطريقة اليهودية المطبقة في إسرائيل تجدونها في ترجمة المقطع التالي المنقول بالصوت والصورة من مهرجان صيفي للتلاميذ اليهود في فلسطين المحتلة. المقطع مصور في ثكنة إسرائيلية، هناك جنود ومصفحات ومدافع أثناء عرض يشرح للتلاميذ التجهيزات العسكرية واستعمالاتها.

المذيع بيده آلة تسجيل الصوت، يقابل مجموعة من التلاميذ دون سن العاشرة ومعهم أستاذهم معتمراً القحفية الدينية (يسمونها الكيباه) على رأسه. هكذا يدور الحوار:

المذيع يسأل أحد الأطفال: هل هذه المرة الأولى لك هنا؟.

التلميذ: ذهبت من قبل إلى تل نوف وهاتزور.

المذيع: شاهدت الأسلحة أليس كذلك؟، بندقية إم إي جي عيار 50، الرشاشات، الهاون والقنابل اليدوية؟. انظر هنا، لدينا دبابة الميركافا مفخرة إسرائيل، هل أعجبك ذلك؟.

يجيب تلميذ آخر: هذه المرة الثانية لي في سلاح المدرعات. لقد ذهبت إلى متحف سلاح البحرية في أشدود وقلعة يشع والمركز التراثي للواء المشاة.

المذيع لواحد من أصغر التلاميذ في المجموعة: كيف تستعمل قنبلة يدوية؟.

التلميذ: تنزع السدادة الدبوس ثم ترميها على العدو.

المذيع لتلميذ آخر: تريد أن تصبح مدفعي في سلاح المدفعية؟. يجيب التلميذ نعم

المذيع يسأل تلميذاً آخر: وأنت أين تريد أن تكون؟. يجيب التلميذ: أطلق الصواريخ من الجو.

سؤال لتلميذ آخر: ماذا تتخيل عندما تكون داخل دبابة؟.

التلميذ: أتخيل أنني في حالة حرب وأنهم يحاولون إصابة دبابتي.

المذيع يسأل تلميذة صغيرة: ماذا كنت تتخيلين؟. تجيب التلميذة: أنني أقتل الناس.

يتدخل تلميذ ذكر: إنهم سوريين يرتدون بدلات خاكية. يسأله المذيع ماذا؟ فترد التلميذة: إنهم عرب.

يضيف تلميذ ذكر: أنا أتخيل عربياً ميتاً وهذا يجعلني سعيداًً.

تضيف التلميذة الصغيرة: إنهم عرب يطاردونني يريدون قتلي.

يسألها المذيع بماذا أشعرك ذلك؟ وتجيب التلميذة أشعرني بالسعادة.

المذيع يسأل تلميذا آخر: أين تريد تقديم خدمتك في الجيش، في الشمال، في الأراضي المحتلة، في غزة، يهودا والسامره؟.

التلميذ: خياري الأول هو لبنان. يرد المذيع لكننا أعدنا لهم لبنان ولم نعد نقاتل في لبنان.

يلتفت المذيع ويسأل تلميذا ً آخر وأنت؟. يجيب التلميذ: في غزة.

المذيع: هل تأمل أن تكون مجدداً في حرب في لبنان عندما تكون جندياً؟. يجيب التلميذ نعم.

المذيع: ماهو السلاح الذي يقتل أكبر عدد من الناس؟.

التلميذ: الميركافا 4، إنها دبابة إسرائيلية من بين الأفضل في العالم نزلت منذ سنتين فقط.

المذيع: كم من الناس تعتقد أنك ستقتل؟.

المقطع ينتهي هنا والجواب للأسف غير محمل في المقطع.

التعليق: هل يحتاج الحوار إلى تعليق؟. من يحتاج إلى تعليق يحتاج فعلاً إلى تعليق، وخصوصاً دعاة التطبيع.